الهدهد اختار أن يكون شيئاً وكان له ذلك.. وغيرته دبت في جناحيه القوة ليحملاه مسافات شاسعة.. ليأتي من سبأ بالنبأ اليقين..
"ألا يسجدوا لله...".. غيرته فقط.. ولا شيء آخر..
البعض اختار أن يكون هدهداً.. والبعض آثر أن يسجد للشمس من دون الله.. شمس ليست بالضرورة نجماً سماوياً بل هي الآن حتماً ليست كذلك..
قد لا تستطيع أن تكون هدهداً.. وأنت بالوقت ذاته لا تسجد لغير الله.. لا معنى لذلك إطلاقاً.. لا سيما أن الطير التي تفقدها سليمان لم تجب حتى على "ما لي لا أرى الهدهد؟" لم تستطع الطير أن تكون هدهداً ولم تكن كذلك تسجد لغير الله.. فانتهت عند حرف الراء وتلتها فاء متعجلة..
حاول أن تلحق بالهدهد.. لا ترض إلا أن تكون شيئاً.. مهما صغر ومهما استحقرته في نفسك..
كن على الأقل ريشة من ريش ذلك الهدهد.. ريشة من هدهد سليمان..
حاول أن ترسل ريشتك أبعد ما يمكن...
الهدهد سيبدل ريشتك يوماً وقد لا يشعر بها أصلا ولكنها تبقى ريشة من هدهد سليمان.. ريشة لن تنفع الهدهد وحدها بقدر ما سوف تعطي لنفسها ضماناً بإذن الله أن لا تكون هي "به فابدأ"...