Pages

Saturday, January 24, 2015

لقاء مع الثقة

يوماً بعد يوم، يخبو كل شيءٍ كان متوقداً داخلك .. تشعر بأن الأيام كلها باتت متشابهة، وبأنك فقدت كل ما هو جميل فيك ...
تدير وجهك إلى الخلف، فتجد الثقة بالنفس جالسة على ركبتيها حزينة، تنظر إليها بشفقة، فتدمع عيناك، ثم تمشي نحوها، تمسك بيدها، وبيدك الأخرى ترفع وجهها إلى السماء ..... وما بين الدموع التي تلألأت حينما شاهدت الشمس، تبتسم من قلب حزنك .. وترفع حدقتيك عالياً، تقول: يارب .. وتطمئنها أن كل شيء سيكون بخير ... حينما تعود الابتسامة .. فهل تراها تعود؟

Thursday, January 22, 2015

إشراقة حياة

ما قيمة الإشراق إذا لم يغرب عليه الليل؟
وما جمال الحياة مالم تزينه الألوان؟ التي منها ما لا نحبه؟
الحزن ضروري، ليشعرنا بمعنى السعادة ..
الهمُّ مهمٌّ بين فترةٍ وأخرى كي نشعر بفسحة الفرج ..
لن ينشرح صدرك، مالم ينقبض، وما لم تتعلم كيف تدعو الله أن يشرحه ..
لا أهمية لوجود باب مغلق لا يفتح .. ولا باب مفتوح لا يغلق ... بل هو الفتح والإغلاق .. بين التفاؤل وبين الانكسار .. هو الباب الحقيقي لليقين والمحبة والفرح ..

Tuesday, January 20, 2015

حقيقة الحياة


ليس كل ما نراه جميلاً من بعيد، سنحبه لو اقترب أكثر .. فالغيوم التي كنا نحلم أن نمسك القطن المبعثر في سمائها، لن تبقى جميلةً هكذا حينما تقع على الأرض، وتعيش معنا، كالضباب الذي يغيم على الصباح فيجعله رمادياً ضبابياً تائهاً لا بياض فيه كما كانت توهمنا زرقة السماء !

Sunday, January 11, 2015

ثلجٌ لأربعة أيامٍ متواصلة !

عندما كنا صغاراً كانت رسمة فصل الشتاء تعني شجراً عارياً مكسواً بالثلج ورجل ثلج بجانب المنزل وحوله أطفال بقبعاتهم الصوفية بلعبون ... نلصق عليها القطن الأبيض أو نلونها بقلم التصحيح الأبيض ...
لم يكن مهماً كم يوماً في فصل الشتاء يبدو هكذا ... والحقيقة أنه ومنذ عقدين لم يستمر هطول الثلج في دمشق لأكثر من يوم ونصف على مدار العام كله ... وفي أغلب الأحيان كان متبوعاً بمطر تمنع تراكمه على السطوح والشوارع ... وكان السؤال الذي يراودنا "علّم ولا ما علّم؟" .. أملاً منا بتحقيق الحلم الذي نرسمه على دفاتر الرسم دون أن نراه إلا في النزهات نحو المناطق الجبلية الباردة المخصصة للعب الثلج ....
في هذا الوقت أتذكر تلك الأيام ... وأعد أسماء المناطق التي كنا نرتادها لنلعب بالثلج مرة في العام ...
في هذا الوقت الذي يستمر فيه الثلج بالهطول لمدة 4 أيام متواصلة، لأول مرة في حياتي ....
في هذا الوقت الذي غربت الشمس على أمل أن تكمل في اليوم التالي إذابة ما تبقى من ثلج الأيام السابقة وتخليص الشوارع من صقيعه وجليده المؤذي .... نستيقظ لنرى الأرض قد كسيت بالبياض الناصع من جديد في كل شبر فيها، وعلى كل شجرة أو زاوية ....
نتساءل في أنفسنا، هل علينا أن نبيض أيامنا ونسعد من جديد؟ هل هذا ما كنا نتمناه في صغرنا؟ أن يستمر الثلج بالتراكم والهطول؟ .... هل كنا نرغب بالثلج من أجل الغياب عن المدرسة؟ أم من أجل اللعب؟ أم أنه يومٌ في السنة نشتاق ونتشوق إليه، ثم يعود مملاً كالأيام السابقة؟ وماذا بعد أن نمل اللعب بالثلج؟ هل سنقعد في بيوتنا حول المدفأة ننتظر ذوبانه؟ ... وماذا لو لم يذب؟ كيف يعيش الناس وكيف يتابعون حياتهم؟ وهل لديهم مدفأة ينتظرون بقربها؟
لن تجد أجوبة على ذلك ...
وفي الحقيقة ... لا أدري ما الصواب ما بين كل ذلك ...
لكن قلبي يأبى ألا يبتهج تجاه الأبيض الذي يكسو كل شيء فيبتسم بسلام في النفس ... ويجد ذلك فرصة لتذكر نعم الله عليه التي لا تعد ولا تحصى ... واستعادة الهمة وسط المشهد الساحر الذي تعيشه عيناي ...
وفي الوقت نفسه، لا أزال أعلم أن هذا الثلج عند الناس ليس ثوب زفاف وإنما ثوب كفن ... وبأن أي شيءٍ إيجابي نقوم به تجاههم خير من الاستمرار بالبكاء .. فدمعنا لن يذيب الثلج المتراكم حولهم .. وإنما أي مبادرة، ولو بكتزة صوفية لابن الجيران المهجر، خير من كل المآسي الافتراضية ...