Pages

Friday, August 8, 2014

التعب النفسي والجسدي

لقدوتنا عليه الصلاة والسلام دروسٌ عظيمةٌ جداً، يحضرني منها قصةٌ من ذاكرتي في إحدى الغزوات، يوم احتدَّ رجلان من المهاجرين والأنصار، وتحامى كلُّ منهما بنداء الجاهلية حتى كاد الجميع يخوضون في النزاع، فلما نهرهم النبي عليه الصلاة والسلام، أمر الجميع بالمسير، وما زالوا يسيرون ويسيرون بلا توقفٍ حتى بلغ منهم التعب، وبقوا كذلك لحد الإنهاك، ولحد أن فرغ الجميع مشاعره السلبية بالعمل والمسير والتعب ...
هو درسٌ لنا منه عليه الصلاة والسلام، يعلمنا فيه كيف نتجاوز كل شعورٍ سلبي، كل غضبٍ أو حزنٍ أو حميةٍ أو اكتئاب ... بملء الوقت بأكمله، والبعد عن الفراغ، وعن نقاش التفاصيل .. بالسير والوصول إلى أقصى درجات التعب الجسدي، وتخفيف التعب النفسي لأقل مستوياته ...
هو درسٌ عظيم، سرعان ما ستجد أنه ينجح فعلاً ... وأنه كفيلٌ بإعادة الابتسامة والحياة إليك، مهما واجهت من صعوباتٍ وهمومٍ ومحن ... وأنه يلقي في قلبك اليقين الحقيقي بالله .. وبأن الحر مهما اشتد والتهب، فبرودة الفجر واليقين بالله هي الزوادة بعد كل التعب ...

No comments:

Post a Comment