لا زلت أذكر تلك الطفلة التي ترسل صديقتها في الابتدائية، لتستأذن عوضاً عنها الآنسة في شرب الماء ... لأنها تخجل من الحديث معها ! فأنظر إليها الآن، وهي مبدعة في صداقاتها، في عرض أفكارها وإلقائها، وفي الوقوف بالواجهة في كل عملٍ أو مهمةٍ في كل فريقٍ تكون فيه وتقوم به ...
-----------------
لا زلت أذكر تلك الطفلة التي كانت تخشى الفشل والدخول في مجالاتٍ لا تقدر عليها، لألا تعترضها صعوباتٌ ليست بحسبانها ... فأنظر إليها الآن وهي تبحث وتحاول أن تتعلم، وتستفيد من أخطائها، ومن تجارب كل من حولها .. لا تتكبر عن التعلم من الصغير والكبير ومن الجاهل ومن الخبير .. فكل ذلك خبرةٌ في الحياة تضاف إليها ...
-----------------
لا زلت أذكر تلك الطفلة التي كانت دمعتها تغلبها، في كل موقفٍ تميز فيه الآنسة صديقاتها عنها لمستواهن الطبقي أو الواسطة ! لا زلت أذكر كيف كانت تبكي حينما تتميز في شيء وتتفوق على الجميع، فلا تجد إلا تجاهلاً ... حتى إذا بلغت القمة، أرادها الجميع فجأة ليفتخروا بما لم يصنعوه ! ..
لا زلت أذكر كيف ولا زالت تخشى على نفسها وعلى مشاعرها من الإحباط تجاه ظروف الحياة وقسوتها .. وتخشى أن تبكي في موقف ضعفٍ عليها أن تتماسك فيه ...
لكنها اليوم، أقوى وأقوى من أي أحدٍ كانته يوماً .. تختار المكان المزدحم بالحدية أكثر لتتعلم بجدٍ وتحدٍ أكبر ... يحسبها رفاقها حولها من أولئك "المطنشين" أو "الكول" في كل موقف تكون فيه ... ولا يعرف عمق إحساسها إلا من اقترب منها بحق ...
=================================
الخجل .. القلق .. الحساسية ...
ثلاثيةٌ يمكن لها أن تدمر الإنسان إذا سيطرت عليه ..
وعلى الجانب الآخر .. وبفضل الله عز وجل ...
يمكن لها بالوقت نفسه أن تتحول لأعظم استثمار يستخرج أفضل مافي الإنسان ليبدع ويتميز فيه، ودافعٍ قويٍ جداً لا يقف بوجهه شيء نحو التحدي والمثابرة والتركيز واستخراج الطاقات الكامنة بأقصى قيمها !