Pages

Thursday, February 26, 2015

الحياة نحو الأعلى

تستطيع أن تمشي لساعتين على أرضٍ مستوية، دون الشعور بالتعب، لكنك لن تصعد بنفسك ولن تتغير مكانتك في الحياة، ما لم تبذل جهدك في الصعود ومقاومة قوة ثقلك وحرصك التي تشدك نحو الأسفل وتستهلك منك طاقتك ..
لا قيمة لحياةٍ تتخلى عنها بعد أن تخلَّت هي عنك ! وإنما حينما تحييها أنت ..

جاء رجلٌ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقال :
يا رسولَ اللهِ ، أَيُّ الصدقةِ أعظمُ أجرًا ؟ 
قال : (أن تصدَّقَ وأنتَ صحيحٌ شحيحٌ ، تخشى الفقرَ وتأْمَلَ الغِنَى ، ولا تُمْهِلُ حتى إذا بلغتِ الحلقومَ ، قلتَ : لفلانٍ كذا ، ولفلانٍ كذا ، وقد كان لفلان).
رواه البخاري

Thursday, February 19, 2015

من زمزم


عندما تستيقظ وأنت تشعر بالعطش في الليل، وتجد والدتك قريباً منك، تطلب منها الماء، فتشربه وتشعر ببرودته ويرتوي به كل ما فيك ... ثم تبتسم وتقول لها "من زمزم" .... وأنت لا تدري إن كان هذا العالم البائس سيسمح لك بالوصول إلى هناك، وأن يتحقق هذا المشهد مع ماء زمزم ... أم أن الأمر أحلام فقط ...
لكن ربنا كريم، يارب اجعل إيماننا أحب إلينا من الماء البارد على الظمأ الشديد ... وارزقنا ما نحب واجبر خواطرنا ولا تحرمنا من الوصول إلى رحاب بيتك، ولو لمرة في العمر ...

Tuesday, February 17, 2015

بساط المشي

عندما تستخدم بساط المشي، فإنك في العادة تزيد سرعته وتركض عليه، من أجل أن تحرق أكثر ...
لكنك مهما ركضت في طريق أفقي، فذلك لا يساوي شيئاً كما تعتقد، عضلاتك تتحرك بسرعة فقط ..
عندما ترفع زاويته، وتجرب، ستشعر بالفرق فوراً، فميل البساط يدفعك لتقاوم تأثير الجاذبية التي تشدك نحو الأسفل ! ستقاوم قوة ثقلك، ستشعر بقلبك يخفق أكثر، وبجبينك يتصبب عرقاً .... ستتعب فوراً .. ستخفض السرعة قدر الإمكان، وستحرق وأنت تمشي بصعوبة للأعلى ضعف ما كنت تحرقه وأنت تركض على طريق أفقي ...
دون أن تجذبك الأرض، لن تتذكر أن ترفع رأسك إلى السماء وتتصبب عرقاً وأنت تقاوم ذلك ... ستحمد الله أن منحك القوة ليكون خفقان قلبك القوي دافعاً للاستمرار رغم التعب، ومحفزاً لتحقيق نتائج أفضل !
مملة هي الحياة الأفقية، مهما بدت مسالمة بعيدة عن الألم ... قاوم وستشعر بالفرق ارتقاءً في مسيرتك نحو الأعلى، رغماً عن كل شيء ...

Saturday, February 14, 2015

التغريبة السورية

تجديد جواز السفر .. انتهاء الإقامة ... النصب والاحتيال .. التضييق على السوريين ... وما إلى هنالك من الدوامات التي لا تنتهي ....
لم أتذكر إلا مسلسل التغريبة الفلسطينية ...
مسعود يهاجر مع رفاقه سيراً عبر الصحراء ... إلى الكويت
الدليل الذي سيرشدهم يطالبهم بأغلب نقودهم أجرةً له .. وعلى مضد يقبلون .. فلا بديل .... يبدؤون الرحلة فيمشي بهم ساعاتٍ طويلةً حتى يغلبهم التعب، ثم يتركهم الدليل ويرحل .. ويسرق الماء والطعام وما تبقى معهم من النقود ...
أحد الرفاق يموت على الطريق ...
والآخران يصلان بأعجوبة ..
-------
المشهد نفسه، لسوريين، عبروا البحار بدل الصحارى، غرق بعضهم، ووصل بعضهم لبر الأمان خاوي اليدين ...
لسوريين آخرين دفعوا كل ما لديهم لسمسار وعدهم ثم تركهم ... بلا جواز سفر .. بلا إقامة .. بلا أي شيء ...
لعله التاريخ يعيد نفسه، بتغريبةٍ سورية .... لم يعد لديها أمل في عبور الصحارى، فهناك حتى المقيمون يُرحلُّون ... والعربية باتت نكتةً على كل لسان ...
لعل ما وراء البحار يستحق أكثر الغرق فيها أو النجاة منها ...
أو ربما ... الموت والحياة في بلادنا لم تعد إلا وجهة نظر ...
والإنسان السوري، تعداد زائد من السكان ...