Pages

Tuesday, December 31, 2013

النهر مدرسة

يعلمك النهر الجاري، أن تلقي بمشاعرك على ضفافه وتمضي، كما فعلت مياهه ..
يعلمك النهر أن ضيق المجرى والضغوط التي تحيط به لا تزيده إلا غزارةً وقوةً وسرعة ... وأنه لو اتسع لركدت مياهه في مكانها، وصار مستنقعاً يعيش فيه كل شيءٍ إلا النهر نفسه ...
يعلمك النهر، معاني الثقة بالله ومحبته الحقيقة المستمرة ... ليس موجاً عظيماً كالبحر ينحسر، وإنما خطوات واثقة تشق طريقها كل يوم .. كل يوم ... وتبحث عن منابع القوة في كل قطراتها ... عن صفائها وإخلاصها ...

Thursday, December 26, 2013

شعر | عن الشعر

ما الشعرُ إلا نبضُ قلبٍ دافئٍ ... يحكي نسائمَهُ بموجٍ رائقِ
ما بينَ أسطُرِهِ الحياةُ بسِرِّها ... دررٌ عميقٌ للفؤادِ الصادقِ

Sunday, December 15, 2013

عنقود العنب


في ليل طويل بارد ..... بعيداً عن النور والكهرباء .. يتدلى عنقود العنب ملتمعاً تحت وهج الشمس، وتسمع همساً في أذنك يقول:
((اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس .. يا أرحم الراحمين .. أنت رب المستضعفين وأنت ربي ... إلى من تكلني .. إلى بعيد يتجهمني أم إلى عدو ملكته أمري ... إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي .. .... ))

يعود قلبك المتعب إلى ليله البارد، منتظراً صباحاً كعنقود العنب تحت تلك الشمس التي زارته .. يتذكر قدوته عليه الصلاة والسلام عندما دعى مكسورَ الخاطر، ويؤمن بأن صباح جبر الخاطر سيشرق قريباً بإذن الله ..


Saturday, December 14, 2013

كلمات ثلجية

ما بين الثلج والجليد، تكمن حكاية القلب الطيب مع العقل الكبير ....

إن كنت طيباً مع الثلج حقاً، كان طيباً معك ...
وإن سايرته لتضغطه، تحول إلى جليدٍ قاسٍ لا يمكن لك أن تتحمل برودته، كما لا يمكن له أن يسايرك ... ستكتفي بمراقبته وهو يذوب بين يديك حتى تخسره ..

Friday, December 6, 2013

شعر | شوق للحبيب

وتطلُّ في العينين دمعاتٌ تُكابِرُ لا تفيضْ
أترى نكون من الذين بكى لشوقِهِم الحبيبْ
أترى سيعرفنا؟ وسيبتسمْ؟
قد نرتبِكْ .. أو نُطرِقُ الأبصارْ
أو بين أدْمُعِنَا سنهطِلُ كالسَّحابِ المنهمِرْ
هو بيننا حيٌّ طريّ
وعلى خُطاهُ نسيرْ
هو بيننا وإن استدارَ الكونُ مبتعداً
وإن طال الزمنْ
ولأجلنا فَرِحٌ لأنا قد لقيناه هنا
وسيفْتَخِر!

Friday, November 29, 2013

ابتسامة الجبل

الابتسامة ليست قوةً دوماً، فلعل الصدع في الجبل المتماسك، سيبدو شكله كالابتسامة، قبل أن ينهار !

Thursday, October 31, 2013

الزجاج والمرايا

كن واقعياً دوماً، فكما هي لعبة المرايا والجدران الزجاجية، كلما لمَّعت الواقع أكثر، كلما اصطدمت فيه بقوةٍ أكبر !!

Sunday, October 27, 2013

عالم يعج بالصخب

في عالمٍ يعجُّ بالصخب، لا زلت أؤمن أن سجدةً في جوف الليل هي خير ما نكنزه فيه، وأن دعوةً صادقةً عند السحر هي خير محطةٍ نتزود منها لنغير حياتنا ونغير العالم من حولنا، ولنكون أقرب وأقرب إلى ربنا القريب الذي يجيب دعوة الداعِ إذا دعاه ...
في عالمٍ تلفُّه الغربةُ ويطويه البعد، لا زلت أؤمن أنّا سنلقى الأحبّة، وأن سقفَ الحياة وإن لم يجمعنا معهم، فسيجمعنا تحت ظل عرش الله سبحانه وتعالى، متحابِّين في جلاله ..
وفي عالمٍ يسيطر عليه اليأس، لا زلت أؤمن أن الأحلام تتحقق، إن نحن اتقينا الله وأطعناه ودعوناه بصدق ... لا زلت أؤمن أن (مع) العسر يسراً، وليس (بعده) !

Wednesday, October 16, 2013

شعر | شكوى

لا تشكُ دمعاً للحياةِ فإنّهُ ...... غيثٌ تنوءُ بحملهِ الصحراءُ
اسجُدْ لخالقِكَ الكريمِ وكن بهِ ...... عزماً بهِ للعالمينَ بناءُ

Sunday, September 8, 2013

الحياة المثالية


هناك من يفهم الحياة على أنها تفاعلات لغازات مثالية، وفي شروط معيارية، تقوم على أساس إهمال جميع القوى المتبادلة بين الجزيئات وتأثيرات كل ذلك على سير مشروع الحياة .. فتكون محصلة هذه التفاعلات: نظريات افتراضية لا تطبق إلا في عالم المثاليات !
وهناك في الوقت نفسه، من ينطلق من قوى التأثير المتبادلة بين الجزيئات (التي أهملها الفريق الأول)، فيؤسس من خلالها علماً قائماً بحد ذاته استطاع أن يدخل جميع مجالات البحث العلمي في شتى المجالات، ويطبق في الواقع بأعلى درجات الدقة، ويحقق النجاح !
لا يمكن للفريق الأول أن يقتنع بما أنتجته نظريات الفريق الثاني، لأن العالم كله عندهم قائم على النظريات المثالية، ولأن أساس علوم الفريق الثاني انطلق من حقيقة علمية أهملوا هم وجودها !!
وكذلك تجارب الحياة، ليست معادلات رياضية، ولا تفاعلات تامة مباشرة سريعة مثالية، بل هي سلسلة تفاعلات تتبادل التأثير فيما بينها، تخطو خطوة فتقيمها، ثم تعيد النظر، ثم تعيد الفهم فتخطط وفق ما فهمته وتعدل خططها حسب الواقع ومعطياته ... (Feedback)
أما أن تعتبر الحياة مجرد نظرية لو طبقتها ستنجح، وعلوماً نظرية تخطط لمشروع حياتك بعيداً عن التفكير الإنساني المعقد، فإن تجاربك ستبتعد عن الواقع أكثر وأكثر، وتظن نفسك ناجحاً ولكن ............

Thursday, August 29, 2013

الماس والفحم الحجري

الضغوط .. قد تصنع منك فحماً حجرياً .. وقد تصنع منك ماسةً نادرة ..
الفرق، هو كيف تستثمر طاقتك الداخلية وثباتك، لتستخرج من نفسك أفضل وأثمن ما فيها، وتصنع نفسك على عينه عز وجل وكما يرضيه ...

Friday, August 16, 2013

هل نقبل الهدية؟

فكرت أن أدخل السرور إلى قلوب صديقاتي الصغار .. فاخترت شيئاً من الهدايا البسيطة والحلوى، وأعددتها مفاجأةً لهن عند زيارتهن المرتقبة لنا ..
3 فتياتٍ أكبرهن في العاشرة، وأصغرهن في السابعة، أحبهنّ كما لو كنّ أخواتي الحقيقيات، وابتسامتهن أغلى عندي من أيّ شيءٍ آخر ..
أمسكت أكياس الهدايا، وطلبت منهنّ أن يغمضوا أعينهنّ لتختار كلٌّ منهن كيساً بلونٍ مختلف ..
فابتسمت كبرى الفتيات إليّ بخجلٍ ثم قالت: 
- لا .. يسلمو .. ما بدنا !!
- شو هي مابدنا ؟! يلا حبيباتي لا تستحوا .. نقوا كل وحدة كيس ..
- لا لا يسلمو
وقفت مصدومةً من الموقف ! أنظر إلى وجوه الفتيات الثلاث التي كانت تحكي الكلام نفسه .. كيف للأطفال أن يرفضوا أخذ هديةٍ هكذا ...؟ !!!
رفعت صوتي إلى الغرفة التي تجلس فيها والدتي مع والدتهن:
- ماما تعي شوفي، مستحيين، قال ما بدهن ياخدوا الهدية
استغربت والدتي، لكن والدة الفتيات سارعت بالقول:
- قوليلهن قال أمكم خدوا الهدية، ما بتزعل، هدول متل أخواتنا معلش تاخدوا منهم هدية
نظرت إليهن بابتسامة محبةٍ، وطلبت منهن أن تختار كل واحدةٍ لوناً، فكانت ابتسامتهن وضحكة قلوبهن أروع مشهدٍ طفوليٍ يضحك له قلبك .. وحمدت ربي أني استطعت أن أهديهم المحبة، وأنهم قبلوها مني ..
------------
لم يكن رفضهن للهدية خجلاً كما كنت أتوقع، بل كان جرحاً عميقاً جداً، جرحاً ينزف من طفولتهن، وجرحاً آخر ينزف من كرامة والدهن ووالدتهن ..
حينما أجبروا على مغادرة منزلهم في الريف بسبب سوء الأوضاع، وتحملوا عبء النزوح وقسوته .. لم يكونوا يريدون شفقةً من أحد، فنفوسهم أعزُّ من أن تطلب المساعدة، وبفضل الله استطاع والدهم أن يجد عملاً بسيطاً هنا، وهم رغم قسوة الحياة والظروف المعيشية التي نالت حتى الطبقات المتوسطة فضلاً عن الفقيرة، لم يكونوا ليرضوا لأنفسهم دعماً أو منةً من أحد..
حتى بهدية !!
أحياناً، لا يدرك الطفل بدايةً جميع المعاني، ويفرح بما يقدّمه الآخرون له، لكنه سيعي قسوتها يوماً ما، وستكون إجابة أمهم وأبيهم هي دموع الألم، حينما يقابل الآخرون أطفالهم بعين الشفقة، ويبطنون في هداياهم (بقصدٍ أو دون قصد) رسائل الشفقة والتفضل عليهم وعجز أهلهم عن ذلك ..
ولذلك... ترى الأم أن تنمية شعور الكرامة والعزة عند الطفل هو ما سينمو له بابتسامةٍ حقيقيةٍ مدى الحياة .. فتعلّمهم التعفّفَ أكثر كلما قست الأوضاع أكثر، ورفضَ ما يقدّم إليهم مهما كانت قيمته ..
الأهل يريدون لأطفالهم عزةً وقيمةً أكبر من ذلك، لا تخدشها الظروف القاسية بل تبلور كرامتها أكثر ..
سهلٌ أن ترسم الابتسامةَ على وجه طفل لم يعِ الحياة بعد، لكن الأصعب، أن ترسم ابتسامة العزّة على وجوه أهلهم .. أن تقدِّم لهم هديةً من باب "تهادوا تحابّوا" كما علمنا حبيبنا عليه الصلاة والسلام، وليس من باب التصدّق أو التكرّم والمساعدة الذي يذبح ويقطع فؤاد الأهل كالسكاكين، ويترك ندبة جرحٍ لدى الأطفال، حتى لو جهلوها اليوم، فسوف يعونها بقسوةٍ يوماً ما !!
---------
قبل أن تعمل خيراً، اكتب عليه إهداءً وفكّر جيداً في لغة رسالتك المطوية فيه: كيف يفهمونها....؟ اكتبها بـ إحسان، كما لو كانت هديةً لابنك ..

Tuesday, April 30, 2013

أعطه عكازاً !

أعطه عكازاً، كي لا يسقط الآن .. ثم أعطه عكازاً آخر كي لا يسقط بعد غد، وعكازاً جديداً للشهر القادم، وللعام القادم .. ثم انتظر أن تصيب عظامه الهشاشة، واتركه دون عكاز ليسقط سقوطاً مدوياً .. 
إن ربيت ابنك على الاتكالية، إن سندته بكل خطواته خوفاً عليه من السقوط، فلا تتوقع منه المسير يوماً ! .. فالمحاولة والإخفاق في الصغر، كسرٌ بسيط لعظامٍ لينة ينجبر ليصير أقوى، لكنه عند الكبر، سيكون هشاشة عظامٍ تنتهي به مقعداً .. ومن لم يتعلم كيف يعتمد على نفسه في اختيار طريق مستقبله، لا تتوقع منه أن يسير ويبني المستقبل الذي اخترته أنت له !

Monday, January 14, 2013

شطرنج

الحياة حلبة شطرنج .. حتى لو عرفنا قواعد اللعبة، لن نربح المعركة مالم نتدرب على خوضها، ونتعلم فن التخطيط فيها، ونواجهها بشكل مباشر ..!