Pages

Saturday, October 31, 2015

احرص على ما ينفعك


(احرص على ما ينفعك) .. بشكلٍ أو بآخر، صار ذلك شعاري في الحياة، في كل ما أقوم به، وفي كل ما أتعلمه .. عندما أجد شيئاً مهماً مفيداً أقبل عليه بكُلِّي وأعطيه كل طاقاتي لأتعلمه وأنجزه بأفضل ما يكون .. وبالعكس تماماً عندما أجد الموضوع غير ذي فائدة !
لا أدري لأي مدىً كان من الصواب ذلك ! وأعتقد أن ذلك قد أفادني في حياتي العملية كثيراً، لكنه من الجانب الآخر، أثر على التحصيل العلمي المحشو بالأمور غير المفيدة !

في صيف 2015 الذي بدأ مبكراً بالنسبة لي، أجبت عن هذا السؤال بنفسي، فتجاهلت عبء أحد عشر مادةً، وبدأت التدريب العملي وتسجيل دوراتٍ في تقوية المعلومات الصيدلانية العملية أثناء الدراسة .. ما استغربه كثيرون لانشغالي عن متابعة الدروس والمواد المتراكمة علي !
لم أعلم حينها، بأني سأبدأ العمل قبل أن أتخرج، وبأن الامتحان سينتهي بي بأن أكون على رأس المسؤولية بعده، دون أن أنتهي منه ! وبأن عاماً كاملاً من الخبرة في العمل سيسجل لي قبل أن أعيد 
(احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز) .. فقد لا ينتهي الامتحان، لكنك دون تخطيطٍ مسبق: بدأتَ أنت !

Saturday, March 28, 2015

التربية بحب

التربية الإسلامية في الصغر، أمرٌ حساسٌ جداً، ومفهوم الثواب والعقاب ورضى الله وغضبه والحلال والحرام، أمرٌ شائكٌ جداً ...
كانوا يقولون لفتاةٍ صغيرة: "إذا عملتي هيك الله بحطك بالنار" فتجيب: "بطلع بتخبى عالسقيفة" ...
وستكبر هذه الفتاة وفي نظرها أن الله عز وجل الرحمن الرحيم هو للعقاب فقط حاشاه جل جلاله ..
ستكبر، وسيأتي يومٌ تفعل فيه المحرمات، وهي تقول: "ما دمت سأدخل النار وسأدخلها، فلأستمتع ولأعش حياتي كما يحلو لي الآن" .. "ما دام الله سيعاقبني على كل ذلك، فلا أمل" ... وستحاول الدعاء ثم تقول: "لن يستجيب الله لي أصلاً لأني سيئة فلن أدعو" ...
-------------
في الحقيقة، لم يرد في القرآن الحديث عن النار، إلا مرافقاً للحديث عن الجنة .. لأن مفهوم الترغيب والترهيب يجب أن يكون متوازناً، تخشى الله، فتهرب منه، إليه، لأن رحمته وسعت كل شيء ...
وعلى كل حال، لم تكن الجنة والنار هي فقط ماذكر في القرآن، بل هناك آياتٌ عظيمة، تضع منهاج الحياة، وتعرف الإنسان على خالقه، وتعرفه نعمه، وتحكي كثيراً من قصص الأولين، والآخرين، وعن سير النبي وصحابته في الوقت الذي ننسى فيه أنهم بشرٌ مثلنا ...
إن غرس المفاهيم الإيمانية عند الطفل المسلم في صغره، لا يكون بالوعيد والتهديد بالنار، لا يكون بإشعار الطفل بأن الله عز وجل هو فقط أداة عقابٍ وتهديد فقط حاشاه !! ....
بل بغرس الإيمان ومحبة الله عميقاً، بتعريف الطفل نعم الله عليه، فضله عليه، رحمته ومغفرته، حكمة الله، قدرته، وضعه منهج حياةٍ لنا ليكون العالم أفضل ...
كل ذلك، ينمي عند الإنسان الشعور بمراقبة الله ومحبته، ليس فقط خوفاً من النار، أو طمعاً بالجنة، وإنما لأننا نحب الله ونثق أنه يحبنا ويريد بنا خيراً ويريدنا أن نكون الخير لهذه الأرض وخير خلفاءٍ له عليها، نجعل العالم من حولنا أفضل ...

Thursday, March 5, 2015

رسائل مقروءة

عندما تطلب خالقك، لن تجلس على كرسي الانتظار ... سيكون أقرب إليك من حبل وريدك .. ستكون متأكداً من أن صوتك مسموع ورسائلك مقروءة ... وستشعر بمعيته ترافقك، لتغنيك عن سواه، وتجعل تعلقك كله به .....

Thursday, February 26, 2015

الحياة نحو الأعلى

تستطيع أن تمشي لساعتين على أرضٍ مستوية، دون الشعور بالتعب، لكنك لن تصعد بنفسك ولن تتغير مكانتك في الحياة، ما لم تبذل جهدك في الصعود ومقاومة قوة ثقلك وحرصك التي تشدك نحو الأسفل وتستهلك منك طاقتك ..
لا قيمة لحياةٍ تتخلى عنها بعد أن تخلَّت هي عنك ! وإنما حينما تحييها أنت ..

جاء رجلٌ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقال :
يا رسولَ اللهِ ، أَيُّ الصدقةِ أعظمُ أجرًا ؟ 
قال : (أن تصدَّقَ وأنتَ صحيحٌ شحيحٌ ، تخشى الفقرَ وتأْمَلَ الغِنَى ، ولا تُمْهِلُ حتى إذا بلغتِ الحلقومَ ، قلتَ : لفلانٍ كذا ، ولفلانٍ كذا ، وقد كان لفلان).
رواه البخاري

Thursday, February 19, 2015

من زمزم


عندما تستيقظ وأنت تشعر بالعطش في الليل، وتجد والدتك قريباً منك، تطلب منها الماء، فتشربه وتشعر ببرودته ويرتوي به كل ما فيك ... ثم تبتسم وتقول لها "من زمزم" .... وأنت لا تدري إن كان هذا العالم البائس سيسمح لك بالوصول إلى هناك، وأن يتحقق هذا المشهد مع ماء زمزم ... أم أن الأمر أحلام فقط ...
لكن ربنا كريم، يارب اجعل إيماننا أحب إلينا من الماء البارد على الظمأ الشديد ... وارزقنا ما نحب واجبر خواطرنا ولا تحرمنا من الوصول إلى رحاب بيتك، ولو لمرة في العمر ...

Tuesday, February 17, 2015

بساط المشي

عندما تستخدم بساط المشي، فإنك في العادة تزيد سرعته وتركض عليه، من أجل أن تحرق أكثر ...
لكنك مهما ركضت في طريق أفقي، فذلك لا يساوي شيئاً كما تعتقد، عضلاتك تتحرك بسرعة فقط ..
عندما ترفع زاويته، وتجرب، ستشعر بالفرق فوراً، فميل البساط يدفعك لتقاوم تأثير الجاذبية التي تشدك نحو الأسفل ! ستقاوم قوة ثقلك، ستشعر بقلبك يخفق أكثر، وبجبينك يتصبب عرقاً .... ستتعب فوراً .. ستخفض السرعة قدر الإمكان، وستحرق وأنت تمشي بصعوبة للأعلى ضعف ما كنت تحرقه وأنت تركض على طريق أفقي ...
دون أن تجذبك الأرض، لن تتذكر أن ترفع رأسك إلى السماء وتتصبب عرقاً وأنت تقاوم ذلك ... ستحمد الله أن منحك القوة ليكون خفقان قلبك القوي دافعاً للاستمرار رغم التعب، ومحفزاً لتحقيق نتائج أفضل !
مملة هي الحياة الأفقية، مهما بدت مسالمة بعيدة عن الألم ... قاوم وستشعر بالفرق ارتقاءً في مسيرتك نحو الأعلى، رغماً عن كل شيء ...

Saturday, February 14, 2015

التغريبة السورية

تجديد جواز السفر .. انتهاء الإقامة ... النصب والاحتيال .. التضييق على السوريين ... وما إلى هنالك من الدوامات التي لا تنتهي ....
لم أتذكر إلا مسلسل التغريبة الفلسطينية ...
مسعود يهاجر مع رفاقه سيراً عبر الصحراء ... إلى الكويت
الدليل الذي سيرشدهم يطالبهم بأغلب نقودهم أجرةً له .. وعلى مضد يقبلون .. فلا بديل .... يبدؤون الرحلة فيمشي بهم ساعاتٍ طويلةً حتى يغلبهم التعب، ثم يتركهم الدليل ويرحل .. ويسرق الماء والطعام وما تبقى معهم من النقود ...
أحد الرفاق يموت على الطريق ...
والآخران يصلان بأعجوبة ..
-------
المشهد نفسه، لسوريين، عبروا البحار بدل الصحارى، غرق بعضهم، ووصل بعضهم لبر الأمان خاوي اليدين ...
لسوريين آخرين دفعوا كل ما لديهم لسمسار وعدهم ثم تركهم ... بلا جواز سفر .. بلا إقامة .. بلا أي شيء ...
لعله التاريخ يعيد نفسه، بتغريبةٍ سورية .... لم يعد لديها أمل في عبور الصحارى، فهناك حتى المقيمون يُرحلُّون ... والعربية باتت نكتةً على كل لسان ...
لعل ما وراء البحار يستحق أكثر الغرق فيها أو النجاة منها ...
أو ربما ... الموت والحياة في بلادنا لم تعد إلا وجهة نظر ...
والإنسان السوري، تعداد زائد من السكان ...


Saturday, January 24, 2015

لقاء مع الثقة

يوماً بعد يوم، يخبو كل شيءٍ كان متوقداً داخلك .. تشعر بأن الأيام كلها باتت متشابهة، وبأنك فقدت كل ما هو جميل فيك ...
تدير وجهك إلى الخلف، فتجد الثقة بالنفس جالسة على ركبتيها حزينة، تنظر إليها بشفقة، فتدمع عيناك، ثم تمشي نحوها، تمسك بيدها، وبيدك الأخرى ترفع وجهها إلى السماء ..... وما بين الدموع التي تلألأت حينما شاهدت الشمس، تبتسم من قلب حزنك .. وترفع حدقتيك عالياً، تقول: يارب .. وتطمئنها أن كل شيء سيكون بخير ... حينما تعود الابتسامة .. فهل تراها تعود؟

Thursday, January 22, 2015

إشراقة حياة

ما قيمة الإشراق إذا لم يغرب عليه الليل؟
وما جمال الحياة مالم تزينه الألوان؟ التي منها ما لا نحبه؟
الحزن ضروري، ليشعرنا بمعنى السعادة ..
الهمُّ مهمٌّ بين فترةٍ وأخرى كي نشعر بفسحة الفرج ..
لن ينشرح صدرك، مالم ينقبض، وما لم تتعلم كيف تدعو الله أن يشرحه ..
لا أهمية لوجود باب مغلق لا يفتح .. ولا باب مفتوح لا يغلق ... بل هو الفتح والإغلاق .. بين التفاؤل وبين الانكسار .. هو الباب الحقيقي لليقين والمحبة والفرح ..

Tuesday, January 20, 2015

حقيقة الحياة


ليس كل ما نراه جميلاً من بعيد، سنحبه لو اقترب أكثر .. فالغيوم التي كنا نحلم أن نمسك القطن المبعثر في سمائها، لن تبقى جميلةً هكذا حينما تقع على الأرض، وتعيش معنا، كالضباب الذي يغيم على الصباح فيجعله رمادياً ضبابياً تائهاً لا بياض فيه كما كانت توهمنا زرقة السماء !

Sunday, January 11, 2015

ثلجٌ لأربعة أيامٍ متواصلة !

عندما كنا صغاراً كانت رسمة فصل الشتاء تعني شجراً عارياً مكسواً بالثلج ورجل ثلج بجانب المنزل وحوله أطفال بقبعاتهم الصوفية بلعبون ... نلصق عليها القطن الأبيض أو نلونها بقلم التصحيح الأبيض ...
لم يكن مهماً كم يوماً في فصل الشتاء يبدو هكذا ... والحقيقة أنه ومنذ عقدين لم يستمر هطول الثلج في دمشق لأكثر من يوم ونصف على مدار العام كله ... وفي أغلب الأحيان كان متبوعاً بمطر تمنع تراكمه على السطوح والشوارع ... وكان السؤال الذي يراودنا "علّم ولا ما علّم؟" .. أملاً منا بتحقيق الحلم الذي نرسمه على دفاتر الرسم دون أن نراه إلا في النزهات نحو المناطق الجبلية الباردة المخصصة للعب الثلج ....
في هذا الوقت أتذكر تلك الأيام ... وأعد أسماء المناطق التي كنا نرتادها لنلعب بالثلج مرة في العام ...
في هذا الوقت الذي يستمر فيه الثلج بالهطول لمدة 4 أيام متواصلة، لأول مرة في حياتي ....
في هذا الوقت الذي غربت الشمس على أمل أن تكمل في اليوم التالي إذابة ما تبقى من ثلج الأيام السابقة وتخليص الشوارع من صقيعه وجليده المؤذي .... نستيقظ لنرى الأرض قد كسيت بالبياض الناصع من جديد في كل شبر فيها، وعلى كل شجرة أو زاوية ....
نتساءل في أنفسنا، هل علينا أن نبيض أيامنا ونسعد من جديد؟ هل هذا ما كنا نتمناه في صغرنا؟ أن يستمر الثلج بالتراكم والهطول؟ .... هل كنا نرغب بالثلج من أجل الغياب عن المدرسة؟ أم من أجل اللعب؟ أم أنه يومٌ في السنة نشتاق ونتشوق إليه، ثم يعود مملاً كالأيام السابقة؟ وماذا بعد أن نمل اللعب بالثلج؟ هل سنقعد في بيوتنا حول المدفأة ننتظر ذوبانه؟ ... وماذا لو لم يذب؟ كيف يعيش الناس وكيف يتابعون حياتهم؟ وهل لديهم مدفأة ينتظرون بقربها؟
لن تجد أجوبة على ذلك ...
وفي الحقيقة ... لا أدري ما الصواب ما بين كل ذلك ...
لكن قلبي يأبى ألا يبتهج تجاه الأبيض الذي يكسو كل شيء فيبتسم بسلام في النفس ... ويجد ذلك فرصة لتذكر نعم الله عليه التي لا تعد ولا تحصى ... واستعادة الهمة وسط المشهد الساحر الذي تعيشه عيناي ...
وفي الوقت نفسه، لا أزال أعلم أن هذا الثلج عند الناس ليس ثوب زفاف وإنما ثوب كفن ... وبأن أي شيءٍ إيجابي نقوم به تجاههم خير من الاستمرار بالبكاء .. فدمعنا لن يذيب الثلج المتراكم حولهم .. وإنما أي مبادرة، ولو بكتزة صوفية لابن الجيران المهجر، خير من كل المآسي الافتراضية ...