Pages

Tuesday, October 28, 2014

سقف الحافلة

في زحمة المواصلات، أشرت إلى باصٍ صغيرٍ ليتوقف ... وصعدت بأعجوبةٍ في مكان محشورٍ فيه الواقفون أكثر من الجالسين ...
كان سقف الباص منخفضاً، فاضطررت لأن أحني رأسي وظهري قليلاً وأنا أقول في نفسي، الآن ينزل أحد وأجلس محله .. دقيقتان، ثلاثة .. وبدأت رقبتي تؤلمني وشعرت بانزعاجٍ شديد .. صرت أحاول تغيير وضعيتي، أن أثني ركبتي مقابل أن يبقى ظهري مشدوداً ورأسي مرفوعاً بحرية، لكن لا فائدة !
صرت أنظر إلى الناس حولي .. إلى الباص، أفكر .. كيف لهؤلاء الرجال الذين هم أطول مني أن يتحملوا هذا الانحناء أيضاً .... لماذا يصنعون باصاتٍ بأسقف منخفضة؟ أم أنها مصممةٌ ليجلس فيها الناس، لا ليقفوا ! .... ولماذا على مساعد السائق الذي يقف عند الباب أن يعرض نفسه لخطر السقوط، بوقوفه على درجةٍ في الأسفل مقابل أن يبقى رأسه في الخارج فلا يضطر لحنيه ....!
عشر دقائق، قضيتها تحت هذا السقف المنخفض، بعدها أتيح لي المجال لأجلس، فجلست وبدأت أشد ظهري وأرفع رأسي وأحرك رقبتي بكل الاتجاهات .. شعرت وكأن علي أن أنفض غبار ذلك الشعور القاسي بأن تضطر لحني ظهرك ولا تجد مفراً من ذلك !

Sunday, October 26, 2014

ليست شطارة !

ما هو التجسس؟
أن تحاول معرفة أمور لا يُسمح لك أن تعرفها ..
هي ليست شطارة ..
((وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَىٰ وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِها))
الله يعلم أنك تقدر على معرفتها، على القفز من فوق الأساطيح لتأتي البيوت من ظهورها وتعلم ما يوجد فيها ...
لكنه وضع لك قوانين للاستئذان حينما تأتي البيوت من أبوابها .. حتى لو كان الاستئذان يعني إخفاء ما يدفعك فضولك لمعرفته !
هنا التقوى ..
هنا التوجيه الإلهي (ولا تجسسوا) ...
ينطبق الأمر على كل شيء .. أسرار البيوت .. وكل خصوصيات الحياة، من أكبرها إلى أصغرها إلى حساب الفيس بوك !

Friday, October 24, 2014

اللياقة النفسية

عندما يصيبك ألم معين من الرياضة .. فإن أول ما تفكر فيه هو أخذ مسكن أو استخدام بعض المراهم لتخفف عنك .. وفعلاً تنجح في ذلك ..
لكن عندما يتكرر هذا الألم المعين، مع كل مرة، فأكبر خطأ أن تستمر بأخذ المسكنات ..
فكر في أصل المشكلة .. وعالجها ..
فقد يكون ضعف إحدى عضلاتك هو المسبب في شدة هذا الألم وعدم قدرة جسمك على التناسق في الحركة بسببها ...
ركز على نقطة الضعف فيك .. مرنها ودربها باستمرار .. حتى تقوى ..
وستجد الفرق بإذن الله ...
الأمر بحذافيره ينطبق على لياقة النفس والروح، مثلها مثل الجسد .. ولكلٍّ منها حقٌّ عليك ..
إذا كان لديك نقطة ضعفٍ في أمر من الأمور، فلا تتجاوزها، وتسكن ألمك تجاهها، بل واجهها وابحث عن حلٍ لها ..
مسكنات الألم، هي إلهاء مؤقتٌ لنفسك عن الشعور بالألم، المادي أو المعنوي، لو كان عارضاً فسينجح، أما إن كان وراءه سببٌ مزمن، ضعفٌ في عضلةٍ ما، ناحيةٍ ما، فلا مهرب من التمرن والتدرب لمعالجة ذلك، والوصول إلى اللياقة الجسدية والنفسية المريحة ... التي تسهل عليك التحرك نحو الأفضل ...

Wednesday, October 22, 2014

ضرسٌ وعقل !

وبينما تسلم سنك للطبيب، ليخلصك من ألمه، بل يخلصك منه كله .. تشعر بأن عجزك عن الكلام، يدفع كلماتك لتتحدث في داخلك أكثر وأكثر ..
هل هو العقل يكبر هكذا ليشق الطريق بين كلماتك؟ هل هو يكبر فعلاً؟ ولماذا لم يجد مكانه؟ ولماذا يريد الطبيب أن يخلصني منه؟ 
أهو العقل الذي يتصارع دائماً مع العواطف متقلبة المزاج؟ وهل اقتلاعه نهاية هذا الصراع وإقصاؤه من الحلبة؟ أم أنه إقرار بعقلٍ يرفض أن ينام جانباً، فيقف بقوة، ليشعرك بوجوده، ويسألك أن تعطيه حريته؟
بين العقل، وضرسه الثاني الذي أقلعه .. يبقى السؤال مفتوحاً ...
وتبقى كلمة الطبيب تشعرني، كم هو سهل للعواطف أن تتغلب على العقل، في كل مرةٍ أغمض فيها عيني كي لا أرى ما يفعل، وهو يقول لي: "خلص ما رح نقلعه اليوم" فأصدقه بعقل طفلٍ من أجل أن يزول عني التوتر والشعور بالألم !

Tuesday, October 14, 2014

كبكوبة صوف

عندما تتشبك خيوط الصوف ببعضها، تعطيك درساً عظيماً ... الشدة وحدها لا يمكن أن تحلحل أي أمر، بل ستعقد تشابك الخيوط أكثر .. وكذلك ارتخاء الخيوط، سيزيدها تشابكاً ببعضها ...
لتحلحل أي أمر .. عليك أن تشد بيد وترخي بالأخرى، تشد لتعلم أصل الخلل، مكان الخطأ، وترخي لتستطيع التفكير بهدوء في حله ..

Tuesday, October 7, 2014

جريحٌ والغار

حكايتان يرويهما لنا النبي عليه الصلاة والسلام في الأحاديث الصحيحة:
قصة "جريج العابد" الذي كان معتكفاً في صومعته يصلي، ونادته أمه كثيراً ولم يجب، حتى دعت عليه (اللهم لا تمته حتى ينظر إلى وجوه المومسات) .. وكان أن تعرض للفتنة من امرأةٍ بغي، فانصرف عنها، لكنها اتهمته بعد ذلك، فجاءه الناس وهدموا صومعته وضربوه ..... 
وقصة الثلاثة نفر، الذين أطبق عليهم الغار، فتوسلوا إلى الله بصالح أعمالهم .. فكان عمل أحدهم الصالح، أن جاء بالحليب لوالديه، فوجدهما نائمين، وكره أن يوقظهما، وكره أن يسقي أطفاله الجياع قبلهما، وانتظر طول حتى طلع الفجر فسقاهما ... براً بوالديه ...
----------------------------
ميزانٌ واضحٌ يوضحه لنا قدوتنا عليه الصلاة والسلام ..
في عمل الخير، في بر الوالدين، في الإحسان إلى الناس .. في الخير الذي يتعدى نفعه على أي إنسان ... ذلك عند الله أثقل بكثيرٍ بكثيرٍ من العبادة والاعكتاف في صومعةٍ ومن مئات الركعات ..
لم تمنع صلاة جريج العابد، عنه الفتنة والوقوع في مصائب كبيرة، بسبب دعاء والدته عليه، لأنه لم يلبِّها، ظناً منه أن العبادة أهم من إجابتها ..
بينما لم يرد في الحديث أي ذكرٍ لعبادة وصلاة الثلاثة نفر الذين علقوا في الغار ... لم يتوسل أحدهم إلى الله بصالح عمله الذي كان مئة ركعةٍ وألف آيةٍ في ليلةٍ واحدة ! بل كانت أعمالهم الصالحة يتعدى نفعها إلى الغير ..
فلنفكر قليلاً، لم بقي الشخص الأول ينتظر والديه طول الليل حتى الصباح؟ ألم يكن أفضل لو سقى أبناءه، وقام يصلي في الليل، أو نام، واستيقظ فجراً ليسقي والديه؟
هنا يكون الدرس العظيم .. في بر الوالدين والإحسان إليهما .. هنا بالضبط، كان هذا العمل سبباً في تفريج الله عنهم ..بفضل صفاء النية لله عز وجل وفهم مقاصد الدين بالشكل الصحيح ..
ومن كان في حاجة أخيه، كان الله في حاجته smile emoticon ...

Monday, October 6, 2014

القلم والإنسان ...

أحترم مشاعري، في أي لحظة، وأكتب عنها ... مهما كانت ... 
فذلك جزء من احترامي لنفسٍ خلقها الله في عالمٍ عاطفيٍ لا يستطيع عقلها أن يلغيه، وأعطاها قلماً ينبض بنبض شرايينها، إن لم يجد ورقاً أو شاشةً ومفاتيح، فسيكتب بمخيلته ! أو سيكتب لنفسه فقط ..
.......
عندما تكون كاتباً، لست مضطراً أن تصطنع الاتزان الفكري، وتخط المقالات الطويلة، أو الأبيات المحكمة ...
اكتب فقط، ودع لإنسانك أن يعيش بين السطور .. كلوحات الفن التشكيلي التي لا يفهمها أحدٌ غير راسمها، وذلك لا يزيدها إلا قيمةً وتميزاً ...

Sunday, October 5, 2014

الفوتوشوب والمثلثات !

علمني الفوتوشوب .. أنه كلما وصلت إلى طريقٍ مسدودٍ في التصميم، وكدت أن أعتزل المصلحة وأحذف البرنامج، أن أحاول البدء بطريقٍ جديدٍ كلياً .. وإنهاء أي محاولةٍ لإصلاح الطريق القديم ...
مثله مثل تمارين المثلثات، في الزمان الغابر أيام المدرسة ..
كلما وقفت في مكان .. أدر وجهك، وابدأ من جديد ..
فمن الغباء إعادة المحاولة، في الطريق نفسه، وبتفكير مغلق بلحظته، وتوقع الوصول لنتائج مختلفة ومبدعة !

بدر غير مكتمل!

وليس أجمل من ليلةٍ يزورك فيها القمر، على حاله، ليس مضطراً أن يكتمل، لأن الكمال أمر غير محقق في عالمٍ ينمحق فيه كل شيء ..
ليس أجمل من قمر يلقي عليك التحية قبل نومك، ويبقى مرابطاً مكانه، يطمئن عليك وعلى صحتك إلى أن تسدل جفنيك وتغط في نومك وأحلامك ..
حديث الليل والقمر .. في جو لطيف من البرودة والسكون .. يكاد يكون أروع لوحةٍ تشعر فيها ..
لا يمكنك رسمها ..
لا يمكنك كتابة حديثها
لا يمكنك تسجيل صوتها ..
ولا تصوير تألقها ..
بإمكانك فقط أن تعيشها .. وتستمتع فيها .. وتحمد ربك على ذلك !

Friday, October 3, 2014

فجر عرفة

كانت تحدثنا والدتي أمس عن فضل قيام ليلة عرفة، وشعرت بلهفةٍ كبيرةٍ لذلك، لما لصلاة الليل من قرب روحيٍ وصفاءٍ وأثرٍ رائعٍ في الحياة ...
لكن وضعي الصحي كان يسوء ساعةً تلو أخرى، حتى وصلت إلى المساء غير قادرةٍ على رفع رأسي، فتناولت الدواء ونمت قرابة العاشرة ...
وعند الساعة الثانية صباحاً، استيقظت ..
لسببٍ غريبٍ لا أدري ما هو .. ويزيده غرابةً أن مفعول الدواء يسبب نعاساً كنت أخشى ألا أستطيع الاستيقاظ معه على السحور ..
لكن ..... وسط هدوء الليل، متعبةً في سريري، أحسست بشعورٍ سكينةٍ رهيب .. صرت أدعو، وأبكي، وكان تعبي الجسدي يشعرني أكثر بافتقاري إلى رحمة الله وعفوه وشفائه ...
كنت حزينةً لأنني غير قادرةٍ على أن أقوم لأصلي، لكني ولأول مرةٍ أستشعر تلك السكينة في ليلة عرفة، تغمرني نفحاتها، وتأخذ فؤادي إلى هناك، بين الزحام ... أدعو وأدعو ... وأقول من قلبي يارب ...
عدت للنوم، واستيقظت على السحور، وحظيت بفضل الله بركعتين قبل الفجر، كانتا فعلاً خيراً من الدنيا وما فيها ...
وآمنت من كل قلبي ووجداني، بأن القرب الحقيقي، والأجر، قد يتحقق بقصار السور فقط (بإذن الله) .. لأن الهدف من القرآن هو أن يغيرنا ويدخل قلوبنا ويترك أثره، لا أن نكرره فقط ..
وكيف يمكن للإنسان أن يكون قريباً من خالقه، حينما يريد ذلك، مهما قست عليه الظروف ...
============
6:08 فجر الجمعة - يوم عرفة
3/10/2014