في زحمة المواصلات، أشرت إلى باصٍ صغيرٍ ليتوقف ... وصعدت بأعجوبةٍ في مكان محشورٍ فيه الواقفون أكثر من الجالسين ...
كان سقف الباص منخفضاً، فاضطررت لأن أحني رأسي وظهري قليلاً وأنا أقول في نفسي، الآن ينزل أحد وأجلس محله .. دقيقتان، ثلاثة .. وبدأت رقبتي تؤلمني وشعرت بانزعاجٍ شديد .. صرت أحاول تغيير وضعيتي، أن أثني ركبتي مقابل أن يبقى ظهري مشدوداً ورأسي مرفوعاً بحرية، لكن لا فائدة !
صرت أنظر إلى الناس حولي .. إلى الباص، أفكر .. كيف لهؤلاء الرجال الذين هم أطول مني أن يتحملوا هذا الانحناء أيضاً .... لماذا يصنعون باصاتٍ بأسقف منخفضة؟ أم أنها مصممةٌ ليجلس فيها الناس، لا ليقفوا ! .... ولماذا على مساعد السائق الذي يقف عند الباب أن يعرض نفسه لخطر السقوط، بوقوفه على درجةٍ في الأسفل مقابل أن يبقى رأسه في الخارج فلا يضطر لحنيه ....!
عشر دقائق، قضيتها تحت هذا السقف المنخفض، بعدها أتيح لي المجال لأجلس، فجلست وبدأت أشد ظهري وأرفع رأسي وأحرك رقبتي بكل الاتجاهات .. شعرت وكأن علي أن أنفض غبار ذلك الشعور القاسي بأن تضطر لحني ظهرك ولا تجد مفراً من ذلك !
عشر دقائق، قضيتها تحت هذا السقف المنخفض، بعدها أتيح لي المجال لأجلس، فجلست وبدأت أشد ظهري وأرفع رأسي وأحرك رقبتي بكل الاتجاهات .. شعرت وكأن علي أن أنفض غبار ذلك الشعور القاسي بأن تضطر لحني ظهرك ولا تجد مفراً من ذلك !