Pages

Monday, December 29, 2014

رحلة مدرسية

في الثانية عشرة من عمري .. كنا في رحلة مدرسية، ومعنا الكثير من الطعام اللذيذ .. وبينما كنا نلعب ونضحك في الجوار، اقتربت أنا وصديقتي من علبة طعام عند طاولة صديقاتنا وتذوقنا لقمة منها ونحن نضحك ونقلد كرتون النمر الوردي ... دون أن تكون صاحبتها بجوارها ... ثم تابعنا اللعب ....
لم يمض إلا القليل من الوقت، حتى تعبت واصفر وجهي، وشعرت بالغثيان ... ........ ...
المهم، بعدما ارتحت، آمنت يقيناً أن الله لم يرد لي أن أتغذى ولو بلقمة حرام ... ولو أنها لقمة واحدة، ولو كان الأمر كله مزاحاً وتسلية، ولو أن صاحبتها كانت ستأذن لنا لو كانت هنا .. لكنه تربية من الله جل في علاه ... وخط مستقيم في الحياة نسأل الله أن يثبتنا عليه ....

Sunday, December 28, 2014

الحافلة وأذان المغرب

تأخر الوقت بعد أذان المغرب، ولم أعد إلى البيت، فاتصلت والدتي تطمئن، أخبرتها أني لم أجد مواصلاتٍ ففضلت العودة سيراً على الأقدام ....
أغلقتُ الهاتف ونظرت إلى يساري، فإذا بها حافلةٌ صغيرةٌ فارغةٌ لا تمر هنا في العادة، ترددت ثم اقتربت وسألت عن وجهتها، فكانت المفاجأة بأنها توصلني إلى البيت عكس ما كتب عليها ...
ولم يمض 7 دقائق على إغلاقي الهاتف، حتى كنت عند باب البيت، في الوقت الذي كان سيستغرق المشي معي حوالي 25 دقيقة ...
======================
قلب الأم .. دعاء الأم ورضاها وتوفيق الله في ذلك ... والحمد لله ...
أمورٌ كثيرةٌ استثنائيةٌ لا نصدق كيف ترتبت الأحداث فيها، إلا حينما نتذكر دعواتهما وابتسامتهما صباح مساء ...
لا زلت مقتنعةً حد اليقين، بأن الأعمال الصالحة قد يؤجر الإنسان عليها في الدنيا أو يخبَّأ ثوابه للآخرة، إلا رضى الوالدين والإحسان إليهما ... فأجر ذلك بالتأكيد نلقاه بالدنيا توفيقاً قبل أن نجده في الآخرة ... والحمد لله ...
قد ننزعج أحياناً ونصبر، قد لا نتفق ومع ذلك نصبر، نصبر بإحسان، نجعل حياتنا كلها لإرضائهما، مهما خسرنا من شؤوننا الشخصية .. قد وقد وبالتأكيد لا يعجبنا كل شيء، ومع ذلك نضعهما فوق رؤوسنا ... هنا وفقط هنا نجد التوفيق الحقيقي من ربنا جل جلاله الذي لا يضيع أجر المحسنين ...

Wednesday, December 24, 2014

الصديق .. ليس فقط في الضيق

يقولون أن الصديق وقت الضيق ...
لكنني أرى ذلك لا يكفي ..
الصديق هو من يكون معك في الضيق .. ومن يكون معك أيضاً في الفرح لتكون فرحتك هي فرحته !
أحياناً يكون الوقوف معك وقت ضعفك من باب الشفقة، وهذا ما يمكن لأي شخص القيام به عندما يهمه الأمر ... ولكنهم نادرون جداً أولئك الذين يفرحون لك ويرجون لك الخير من قلوبهم دون حسدٍ أو غيرةٍ أو استكتارٍ لنعمة الله عليك ...

Monday, December 22, 2014

أسئلة بلا إجابات

في الرياضيات، علمونا النظريات وبراهينها التي تعتمد على بعضها ... لكنني ما زلت أسأل نفسي، كيف برهنوا صحة أول نظرية في التاريخ اعتماداً على نظريات غير مبرهنة؟
علمونا أن الأعداد غير منتهية، لكن ما هو آخر عدد أطلقوا عليه اسماً محدداً؟ 
علمونا أن الإنسان إما عقلاني أو عاطفي، لكن هل يسكن العقل والقلب في الرأس سوياً أو يحبسان معاً في القفص الصدري مثلاً حتى يعني كبر أحدهما سيطرَتَه وتصغيره للآخر؟

Friday, December 12, 2014

شعر | وقت غريب

الوقت حين يضيع لا يتسارعُ
والصمت أسهل من صدىً لا يسمعُ
خبئ لدقات الحياة سهامها
وَدَعِ المخاوفَ باليقين تنازعُ

Tuesday, December 9, 2014

يوم غائم في عينيك

في اليوم الغائم الماطر .. تتعلم كيف يمكن للاحتقان الداخلي أن يكون خيراً يوماً ما .. وأن غمامة المطر في عينيك مهما آلمتك ستكون خير معلمٍ لك في الحياة ...
في اليوم الغائم الماطر، تشتاق للشمس .. وتشتاق لنفسك .. تأمل لو أن قطرات الحياة ترويها، فلا تجد بين عينيك وعيني السماء سوى حكايةٍ مشتركةٍ يتناقلانها بصوتٍ حنون .. فتبتسم وتنصت بحب إليها ... وأنت ترى خيط الشمس يشق طريقه بين الغيوم ليلقي التحية كالطفل الخجول ثم يعود للغياب خلف الدموع ...

Saturday, December 6, 2014

آحاد وعشرات الألوف

يعلمك الدعاء لإخوتك أن تحب الخير والسعادة لهم .. أن يكونوا إخوتك في الله حقاً .. لا تربط بينكم المصالح الدنيوية مهما كبرت، فالمحبة في الله أكبر ...
يعلمك الدعاء لإخوتك بظهر الغيب، كيف تستطيع التمييز بين المراتب في الأعداد .... آحاد وعشرات ومئات وألوف وملايين ..... ستعلم كم ستبدو ال9 صغيرة إذا ما وقفت على يمين 1 شامخ رافع الرأس ... وكم يمكن لل0 أن يمتلئ بالمعاني العظيمة حينما يتعلق بما له قيمة حقيقية في الآخرة ... وكم يمكن له أن ينبذ على الشمال وحده دون أي قيمة حينما ينسى أصوله ...
كل قيم الدنيا آحاد ... وكلما تعلقت بالآخرة كبرت منزلتها أكثر وأكثر وأكثر ... ولذلك فإن دعاءك بالخير لمن تحب يهمل كل الشوائب الدنيوية ويركز على دار البقاء حيث يحشر المرء مع من أحب في مستقر رحمته بإذن الله ... لأنهم ارتقوا بحب الله، وفي سبيل الله ...

Thursday, November 20, 2014

أوكسجين الكلمة

عندما تصبح الكلمات جزءاً لا يتجزأ من حياتك .. يصعب عليك أن تسكتها عندما تريد البوح عنك، ويصعب أكثر أن تحكيها عندما تؤثر الصمت وتتلاشى بين أنفاسك ...
هي الكلمة .. بحر أحياناً وسجنٌ أحياناً أخرى .. لكنها في الحالتين تبقى الأوكسجين الذي يستنشقه كيانك حينما يغرق .. والنور الذي يطل من شباك زنزانتك ليأسرك ما بين إشراقه وغروبه وغربتك بين طيات عتمته ...

Friday, November 14, 2014

لقطة عدسة

عندما تلتقط عدستك عمقاً من المعاني، لا يمكن لأيٍ كان التعبير عن كل ما فيه ... لأنه مهما كتب سيغفل الكثير الكثير ....
كمن يرمي شباكه في البحر، فمهما علق فيها، لن يستخرج البحر كله، ولن يستطيع معرفة كل الدقائق الصغيرة التي علقت فيها ... 
لا تظلم المعاني، ولا تشرح المفردات، بل اترك لكل شيءٍ أن يوحي ويعبر عما يريد منها ...


الأطفال والحرب

في صغري، كنت أتابع على التلفاز أفلام كرتون يابانية طويلة، تحكي عن إحدى حكايات الحرب التي جرت، وكيف كان وقعها على الأطفال ..
في كل فلم، كانوا يختمونه بأمنيات الطفل بانتهاء الحرب وعودة السلام، وبناء الحياة من جديد ...
لا تزال أغنياتها ببالي:
لا تبالي فستشفى الجراح .. وظلام الليل لن يطول
وأنصتي ففي كل صباح .. صوتٌ في الأعماق يقول
كلما زارنا طيف حبٍ لا ينام .. هزنا زادنا أملاً لا يخشى الأيام
---------------
اليوم، ونحن نعيش الحرب منذ سنوات، لم يعد هناك توجهٌ للأطفال، أو محاولةٌ لتأسيس الأمل لديهم ...
الإعلام العربي، قتل براءة الأطفال، ودمرهم .. لم يعطهم دروساً في الحياة، وإنما علمهم أن لا يتعلموا من الحياة دروساً، وأن يتطلعوا تجاه كل ما يفسد أخلاقهم التي كان ينبغي أن يتأسسوا عليها ...
الحرب، على المدى الطويل .. يمكن لها أن تخرج أجيالاً تتحدى كل الظروف لتبني من جديد .. كما حصل في اليابان .... ويمكن لها أيضاً أن تخرج أجيالاً تستهلك فقط لتوازي المظاهر الاستهلاكية، بدلاً من أن تبني شيئاً في بلدها بنفسها ..... !

Wednesday, November 12, 2014

بدون صورة أحلى


كلما نظرت في سماء الغروب .. أذهلتني ألوانها وشعرت برغبة في تصويرها أو رسمها بالألوان .. لكنني أغير رأيي حينما أتذكر كم من الصور ومن اللوحات ترسم هذا المشهد وتجعل من السماء مزيجاً من الألوان الرائعة .. ومع ذلك لم تترك عندي شعوراً كشعوري عند رؤية السماء الحقيقية ...
بعض المشاهد الجميلة في الحياة، جميلة بلحظتها .. برفعك رأسك نحو السماء واستنشاقها مع الهواء والألوان المتطايرة ..
ما لم تشعر بهذا الشعور، فلا قيمة لكل الصور واللوحات التي لا وقع لها في أنفاس ذاكرتك ... !

Saturday, November 8, 2014

طفلةٌ كبرت

لا زلت أذكر تلك الطفلة التي ترسل صديقتها في الابتدائية، لتستأذن عوضاً عنها الآنسة في شرب الماء ... لأنها تخجل من الحديث معها ! فأنظر إليها الآن، وهي مبدعة في صداقاتها، في عرض أفكارها وإلقائها، وفي الوقوف بالواجهة في كل عملٍ أو مهمةٍ في كل فريقٍ تكون فيه وتقوم به ...
-----------------
لا زلت أذكر تلك الطفلة التي كانت تخشى الفشل والدخول في مجالاتٍ لا تقدر عليها، لألا تعترضها صعوباتٌ ليست بحسبانها ... فأنظر إليها الآن وهي تبحث وتحاول أن تتعلم، وتستفيد من أخطائها، ومن تجارب كل من حولها .. لا تتكبر عن التعلم من الصغير والكبير ومن الجاهل ومن الخبير .. فكل ذلك خبرةٌ في الحياة تضاف إليها ...
-----------------
لا زلت أذكر تلك الطفلة التي كانت دمعتها تغلبها، في كل موقفٍ تميز فيه الآنسة صديقاتها عنها لمستواهن الطبقي أو الواسطة ! لا زلت أذكر كيف كانت تبكي حينما تتميز في شيء وتتفوق على الجميع، فلا تجد إلا تجاهلاً ... حتى إذا بلغت القمة، أرادها الجميع فجأة ليفتخروا بما لم يصنعوه ! ..
لا زلت أذكر كيف ولا زالت تخشى على نفسها وعلى مشاعرها من الإحباط تجاه ظروف الحياة وقسوتها .. وتخشى أن تبكي في موقف ضعفٍ عليها أن تتماسك فيه ...
لكنها اليوم، أقوى وأقوى من أي أحدٍ كانته يوماً .. تختار المكان المزدحم بالحدية أكثر لتتعلم بجدٍ وتحدٍ أكبر ... يحسبها رفاقها حولها من أولئك "المطنشين" أو "الكول" في كل موقف تكون فيه ... ولا يعرف عمق إحساسها إلا من اقترب منها بحق ...
=================================
الخجل .. القلق .. الحساسية ...
ثلاثيةٌ يمكن لها أن تدمر الإنسان إذا سيطرت عليه ..
وعلى الجانب الآخر .. وبفضل الله عز وجل ...
يمكن لها بالوقت نفسه أن تتحول لأعظم استثمار يستخرج أفضل مافي الإنسان ليبدع ويتميز فيه، ودافعٍ قويٍ جداً لا يقف بوجهه شيء نحو التحدي والمثابرة والتركيز واستخراج الطاقات الكامنة بأقصى قيمها !

Tuesday, October 28, 2014

سقف الحافلة

في زحمة المواصلات، أشرت إلى باصٍ صغيرٍ ليتوقف ... وصعدت بأعجوبةٍ في مكان محشورٍ فيه الواقفون أكثر من الجالسين ...
كان سقف الباص منخفضاً، فاضطررت لأن أحني رأسي وظهري قليلاً وأنا أقول في نفسي، الآن ينزل أحد وأجلس محله .. دقيقتان، ثلاثة .. وبدأت رقبتي تؤلمني وشعرت بانزعاجٍ شديد .. صرت أحاول تغيير وضعيتي، أن أثني ركبتي مقابل أن يبقى ظهري مشدوداً ورأسي مرفوعاً بحرية، لكن لا فائدة !
صرت أنظر إلى الناس حولي .. إلى الباص، أفكر .. كيف لهؤلاء الرجال الذين هم أطول مني أن يتحملوا هذا الانحناء أيضاً .... لماذا يصنعون باصاتٍ بأسقف منخفضة؟ أم أنها مصممةٌ ليجلس فيها الناس، لا ليقفوا ! .... ولماذا على مساعد السائق الذي يقف عند الباب أن يعرض نفسه لخطر السقوط، بوقوفه على درجةٍ في الأسفل مقابل أن يبقى رأسه في الخارج فلا يضطر لحنيه ....!
عشر دقائق، قضيتها تحت هذا السقف المنخفض، بعدها أتيح لي المجال لأجلس، فجلست وبدأت أشد ظهري وأرفع رأسي وأحرك رقبتي بكل الاتجاهات .. شعرت وكأن علي أن أنفض غبار ذلك الشعور القاسي بأن تضطر لحني ظهرك ولا تجد مفراً من ذلك !

Sunday, October 26, 2014

ليست شطارة !

ما هو التجسس؟
أن تحاول معرفة أمور لا يُسمح لك أن تعرفها ..
هي ليست شطارة ..
((وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَىٰ وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِها))
الله يعلم أنك تقدر على معرفتها، على القفز من فوق الأساطيح لتأتي البيوت من ظهورها وتعلم ما يوجد فيها ...
لكنه وضع لك قوانين للاستئذان حينما تأتي البيوت من أبوابها .. حتى لو كان الاستئذان يعني إخفاء ما يدفعك فضولك لمعرفته !
هنا التقوى ..
هنا التوجيه الإلهي (ولا تجسسوا) ...
ينطبق الأمر على كل شيء .. أسرار البيوت .. وكل خصوصيات الحياة، من أكبرها إلى أصغرها إلى حساب الفيس بوك !

Friday, October 24, 2014

اللياقة النفسية

عندما يصيبك ألم معين من الرياضة .. فإن أول ما تفكر فيه هو أخذ مسكن أو استخدام بعض المراهم لتخفف عنك .. وفعلاً تنجح في ذلك ..
لكن عندما يتكرر هذا الألم المعين، مع كل مرة، فأكبر خطأ أن تستمر بأخذ المسكنات ..
فكر في أصل المشكلة .. وعالجها ..
فقد يكون ضعف إحدى عضلاتك هو المسبب في شدة هذا الألم وعدم قدرة جسمك على التناسق في الحركة بسببها ...
ركز على نقطة الضعف فيك .. مرنها ودربها باستمرار .. حتى تقوى ..
وستجد الفرق بإذن الله ...
الأمر بحذافيره ينطبق على لياقة النفس والروح، مثلها مثل الجسد .. ولكلٍّ منها حقٌّ عليك ..
إذا كان لديك نقطة ضعفٍ في أمر من الأمور، فلا تتجاوزها، وتسكن ألمك تجاهها، بل واجهها وابحث عن حلٍ لها ..
مسكنات الألم، هي إلهاء مؤقتٌ لنفسك عن الشعور بالألم، المادي أو المعنوي، لو كان عارضاً فسينجح، أما إن كان وراءه سببٌ مزمن، ضعفٌ في عضلةٍ ما، ناحيةٍ ما، فلا مهرب من التمرن والتدرب لمعالجة ذلك، والوصول إلى اللياقة الجسدية والنفسية المريحة ... التي تسهل عليك التحرك نحو الأفضل ...

Wednesday, October 22, 2014

ضرسٌ وعقل !

وبينما تسلم سنك للطبيب، ليخلصك من ألمه، بل يخلصك منه كله .. تشعر بأن عجزك عن الكلام، يدفع كلماتك لتتحدث في داخلك أكثر وأكثر ..
هل هو العقل يكبر هكذا ليشق الطريق بين كلماتك؟ هل هو يكبر فعلاً؟ ولماذا لم يجد مكانه؟ ولماذا يريد الطبيب أن يخلصني منه؟ 
أهو العقل الذي يتصارع دائماً مع العواطف متقلبة المزاج؟ وهل اقتلاعه نهاية هذا الصراع وإقصاؤه من الحلبة؟ أم أنه إقرار بعقلٍ يرفض أن ينام جانباً، فيقف بقوة، ليشعرك بوجوده، ويسألك أن تعطيه حريته؟
بين العقل، وضرسه الثاني الذي أقلعه .. يبقى السؤال مفتوحاً ...
وتبقى كلمة الطبيب تشعرني، كم هو سهل للعواطف أن تتغلب على العقل، في كل مرةٍ أغمض فيها عيني كي لا أرى ما يفعل، وهو يقول لي: "خلص ما رح نقلعه اليوم" فأصدقه بعقل طفلٍ من أجل أن يزول عني التوتر والشعور بالألم !

Tuesday, October 14, 2014

كبكوبة صوف

عندما تتشبك خيوط الصوف ببعضها، تعطيك درساً عظيماً ... الشدة وحدها لا يمكن أن تحلحل أي أمر، بل ستعقد تشابك الخيوط أكثر .. وكذلك ارتخاء الخيوط، سيزيدها تشابكاً ببعضها ...
لتحلحل أي أمر .. عليك أن تشد بيد وترخي بالأخرى، تشد لتعلم أصل الخلل، مكان الخطأ، وترخي لتستطيع التفكير بهدوء في حله ..

Tuesday, October 7, 2014

جريحٌ والغار

حكايتان يرويهما لنا النبي عليه الصلاة والسلام في الأحاديث الصحيحة:
قصة "جريج العابد" الذي كان معتكفاً في صومعته يصلي، ونادته أمه كثيراً ولم يجب، حتى دعت عليه (اللهم لا تمته حتى ينظر إلى وجوه المومسات) .. وكان أن تعرض للفتنة من امرأةٍ بغي، فانصرف عنها، لكنها اتهمته بعد ذلك، فجاءه الناس وهدموا صومعته وضربوه ..... 
وقصة الثلاثة نفر، الذين أطبق عليهم الغار، فتوسلوا إلى الله بصالح أعمالهم .. فكان عمل أحدهم الصالح، أن جاء بالحليب لوالديه، فوجدهما نائمين، وكره أن يوقظهما، وكره أن يسقي أطفاله الجياع قبلهما، وانتظر طول حتى طلع الفجر فسقاهما ... براً بوالديه ...
----------------------------
ميزانٌ واضحٌ يوضحه لنا قدوتنا عليه الصلاة والسلام ..
في عمل الخير، في بر الوالدين، في الإحسان إلى الناس .. في الخير الذي يتعدى نفعه على أي إنسان ... ذلك عند الله أثقل بكثيرٍ بكثيرٍ من العبادة والاعكتاف في صومعةٍ ومن مئات الركعات ..
لم تمنع صلاة جريج العابد، عنه الفتنة والوقوع في مصائب كبيرة، بسبب دعاء والدته عليه، لأنه لم يلبِّها، ظناً منه أن العبادة أهم من إجابتها ..
بينما لم يرد في الحديث أي ذكرٍ لعبادة وصلاة الثلاثة نفر الذين علقوا في الغار ... لم يتوسل أحدهم إلى الله بصالح عمله الذي كان مئة ركعةٍ وألف آيةٍ في ليلةٍ واحدة ! بل كانت أعمالهم الصالحة يتعدى نفعها إلى الغير ..
فلنفكر قليلاً، لم بقي الشخص الأول ينتظر والديه طول الليل حتى الصباح؟ ألم يكن أفضل لو سقى أبناءه، وقام يصلي في الليل، أو نام، واستيقظ فجراً ليسقي والديه؟
هنا يكون الدرس العظيم .. في بر الوالدين والإحسان إليهما .. هنا بالضبط، كان هذا العمل سبباً في تفريج الله عنهم ..بفضل صفاء النية لله عز وجل وفهم مقاصد الدين بالشكل الصحيح ..
ومن كان في حاجة أخيه، كان الله في حاجته smile emoticon ...

Monday, October 6, 2014

القلم والإنسان ...

أحترم مشاعري، في أي لحظة، وأكتب عنها ... مهما كانت ... 
فذلك جزء من احترامي لنفسٍ خلقها الله في عالمٍ عاطفيٍ لا يستطيع عقلها أن يلغيه، وأعطاها قلماً ينبض بنبض شرايينها، إن لم يجد ورقاً أو شاشةً ومفاتيح، فسيكتب بمخيلته ! أو سيكتب لنفسه فقط ..
.......
عندما تكون كاتباً، لست مضطراً أن تصطنع الاتزان الفكري، وتخط المقالات الطويلة، أو الأبيات المحكمة ...
اكتب فقط، ودع لإنسانك أن يعيش بين السطور .. كلوحات الفن التشكيلي التي لا يفهمها أحدٌ غير راسمها، وذلك لا يزيدها إلا قيمةً وتميزاً ...

Sunday, October 5, 2014

الفوتوشوب والمثلثات !

علمني الفوتوشوب .. أنه كلما وصلت إلى طريقٍ مسدودٍ في التصميم، وكدت أن أعتزل المصلحة وأحذف البرنامج، أن أحاول البدء بطريقٍ جديدٍ كلياً .. وإنهاء أي محاولةٍ لإصلاح الطريق القديم ...
مثله مثل تمارين المثلثات، في الزمان الغابر أيام المدرسة ..
كلما وقفت في مكان .. أدر وجهك، وابدأ من جديد ..
فمن الغباء إعادة المحاولة، في الطريق نفسه، وبتفكير مغلق بلحظته، وتوقع الوصول لنتائج مختلفة ومبدعة !

بدر غير مكتمل!

وليس أجمل من ليلةٍ يزورك فيها القمر، على حاله، ليس مضطراً أن يكتمل، لأن الكمال أمر غير محقق في عالمٍ ينمحق فيه كل شيء ..
ليس أجمل من قمر يلقي عليك التحية قبل نومك، ويبقى مرابطاً مكانه، يطمئن عليك وعلى صحتك إلى أن تسدل جفنيك وتغط في نومك وأحلامك ..
حديث الليل والقمر .. في جو لطيف من البرودة والسكون .. يكاد يكون أروع لوحةٍ تشعر فيها ..
لا يمكنك رسمها ..
لا يمكنك كتابة حديثها
لا يمكنك تسجيل صوتها ..
ولا تصوير تألقها ..
بإمكانك فقط أن تعيشها .. وتستمتع فيها .. وتحمد ربك على ذلك !

Friday, October 3, 2014

فجر عرفة

كانت تحدثنا والدتي أمس عن فضل قيام ليلة عرفة، وشعرت بلهفةٍ كبيرةٍ لذلك، لما لصلاة الليل من قرب روحيٍ وصفاءٍ وأثرٍ رائعٍ في الحياة ...
لكن وضعي الصحي كان يسوء ساعةً تلو أخرى، حتى وصلت إلى المساء غير قادرةٍ على رفع رأسي، فتناولت الدواء ونمت قرابة العاشرة ...
وعند الساعة الثانية صباحاً، استيقظت ..
لسببٍ غريبٍ لا أدري ما هو .. ويزيده غرابةً أن مفعول الدواء يسبب نعاساً كنت أخشى ألا أستطيع الاستيقاظ معه على السحور ..
لكن ..... وسط هدوء الليل، متعبةً في سريري، أحسست بشعورٍ سكينةٍ رهيب .. صرت أدعو، وأبكي، وكان تعبي الجسدي يشعرني أكثر بافتقاري إلى رحمة الله وعفوه وشفائه ...
كنت حزينةً لأنني غير قادرةٍ على أن أقوم لأصلي، لكني ولأول مرةٍ أستشعر تلك السكينة في ليلة عرفة، تغمرني نفحاتها، وتأخذ فؤادي إلى هناك، بين الزحام ... أدعو وأدعو ... وأقول من قلبي يارب ...
عدت للنوم، واستيقظت على السحور، وحظيت بفضل الله بركعتين قبل الفجر، كانتا فعلاً خيراً من الدنيا وما فيها ...
وآمنت من كل قلبي ووجداني، بأن القرب الحقيقي، والأجر، قد يتحقق بقصار السور فقط (بإذن الله) .. لأن الهدف من القرآن هو أن يغيرنا ويدخل قلوبنا ويترك أثره، لا أن نكرره فقط ..
وكيف يمكن للإنسان أن يكون قريباً من خالقه، حينما يريد ذلك، مهما قست عليه الظروف ...
============
6:08 فجر الجمعة - يوم عرفة
3/10/2014

Thursday, September 25, 2014

الدعاء والقدر

كثيرا ما كان يحيرني ذاك الدعاء:
(لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه) ...
لماذا لا نسأل الله رد القضاء؟ أليس الله قادراً على رده؟ أليس الله هو خالق الكون القادر على كل شيء؟ سبحانه وتعالى ...
ألم يأمرنا أن نعظم المسألة دوماً، أن نسأله الفردوس الأعلى؟
هذا الدعاء، يناقض إيماننا، وهو لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أبداً ...
يارب .. نسألك أن تكفينا كل شر وترد عنا كل سوء وتتلطف بنا وتعطينا من الخير كله يارب
----------
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( لا يزيدُ في العمرِ إلَّا البرُّ ولا يردُّ القدرَ إلَّا الدُّعاءُ ) ...
رواه ابن ماجه - وقال الألباني: حديث حسن

Sunday, September 21, 2014

شعر | نبض جديد

أصحو على نبضٍ جديد
كالشمس يشرق في الأفق
كالنسمة السمراء يتمشى بقلبٍ قد خفق
كسنابل القمح يميلُ بلون حنطتها ذهب
أصحو وفي العينين كحلٌ من ليالٍ قد صفت
وبريقها كالبدر حين ينير دعوات السحر
أصحو بخضرة موطني
بسمائه الزرقاء حين تعانق النخلات لا تشكو التعب
أصحو لأحكي مهجتي
لأخط بين حروفها أبيات حبي المستمر
لتكون ريشةُ خافقي شعراً له لونٌ كزرقة بحرنا الغَيَّاب خلف الذكريات
أصحو لأنشده على أوتار إشعاع الصباح
لأصوغه لحناً لأنسجه بخيطٍ من أمل
وأعلِّمَ الأطيار كيف تقوله عند الصباح
وتطير فيه إلى السماء
حيث المواطنُ تلتقي وقلوبَها
وتدير بسمتها الحنون بوجهها
لتنام في حضن الوطن

Wednesday, September 3, 2014

الحياة مدرسة

أن تكون مستقيماً في معاملاتك اليومية مع البشر، لا يعني ألا يسرقك أو يتلاعب معك أحد ...
أن تكون طيباً تحب الخير للناس، لا يعني ألا يحاول إيذاءك أحد ..
أن تكون كريماً، تخدم وتهدي وتعطي كل مالديك بمحبة، لا يعني ألا يلتئم ويخذلك أحد ..
وأن تتمنى التوفيق للجميع، لا يعني ألا يحسدك ويحقد عليك أحد ..
وأن تكون مثالياً وقدوةً وعادلاً، لا يعني ألا يفتري عليك أحد ..

Sunday, August 24, 2014

النحلة والعمل

لما أوحى الله عز وجل إلى النحل، خاطبها بصيغة المؤنث: (اتخذي - كلي - اسلكي - بطونها) ....
-------
ذكور النحل ليسوا مشمولين بالخطاب والوحي الإلهي هذا (والله أعلم) .. لأنهم لا يعملون شيئاً، وإنما يعيشون حياتهم في الأكل، وينهونها بالتزاوج ... وانتهى الأمر !
بينما تكون خلية النحل عامرةً بالجد والاجتهاد والعمل، ومثالاً في أروع تنظيمٍ على وجه الأرض ... بالإناث فقط !
==================
نحن البشر خلقنا لنعمل ونعمر الأرض، لنكون منتجين مفيدين، ونكون عوناً لغيرنا .. لنعمل سوياً ذكوراً وإناثاً جنباً إلى جنب .. لا أن تكون وظيفة الرجل أن يرفع قدميه قليلاً لتنظف المرأة تحتهما !
ذلك شيءٌ من الجاهلية، لن أقول أنه ظلم المرأة بتكليفها بأعمال المنزل، فهي بذلك عظيمة المنزلة عند الله عز وجل بأدائها واجبها وأكثر وجعلها إنسانةً وأماً ومربيةً عظيمة على وجه الأرض ..
وإنما هو إشفاق على ذاك المجتمع الذي فهم رجاله بأن دورهم كدور ذكور النحل فقط !
عندما يربي الإنسان أولاده، ليس عليه أن يترك كل الأعمال المنزلية على الفتيات، ويترك عليهن خدمة إخوتهن من الفتيان .. بل يجب أن يكون هناك جوٌ من التشارك والتعاون، فكما أنه يأتي يومٌ تعين فيه المرأة الرجل في العمل وجلب المال، سيأتي يومٌ تحتاج المرأة لمن يعينها في أعمال المنزل .. وليس عليها أن تقابل برجلٍ متكبر يرفض أن ينظف أو يعد الطعام، ويقسو عليها بدلاً من ذلك ..
من الصعب أن تغير طباعاً كبرت، لكن بإمكانك تربية الجيل منذ صغره على المفاهيم النبوية الصحيحة، لترسيخها في حياته كلها ...
وهذا ما جاء به نبينا عليه الصلاة والسلام الذي كان في مهنة أهله، يخصف نعله ويخيط ثوبه، ويعمل لبيته، وأوصانا بقوله: (خيرُكُم خيرُكم لِأهْلِهِ ، وَأَنَا خيرُكم لِأَهْلِي)
صحيح الجامع

Friday, August 22, 2014

قصص القرآن لك

ما بين قصص القرآن التي نتجول في أحداثها بين الآيات .. هناك قصةٌ مخفيةٌ بين السطور .. لشخصٍ قادمٍ، هو أنت، مهما كنت ...
حينما تقرأ قصة الصناعة والعناية الإلهية، لأنبياء الله، فالمطلوب منك ليس فقط أن تقول: هم أنبياء، وتلك معجزاتهم !
لو كان الله يريد ذلك منا، لبعث لنا ملائكةً تمشي في الأرض، نرى فيها كل ما هو خارقٌ للعادة ..
إلا أن الله عز وجل لم يخلقنا لأجل ذلك، ولم يروِ لنا تلك السير الطويلة لنكتفي بالإعجاب بمعجزاتهم .. وإنما من أجل أن نجعل منها قوانين لسيرة حياتنا ...
يوسف من البئر إلى الفتن إلى السجن ... إلى أن صار عزيزاً لمصر ..
موسى الذي تربى ببيت فرعون، لينشأ بشخصيةٍ أقوى بعيدةٍ عن جو العبودية والذل والسقف الواطئ الذي تقزم تحته بنو إسرائيل بظلم فرعون ..
مريم قرب جذع النخلة، تضعف وتتمنى الموت لشدة ما تتعرض له من ضغوطٍ ومخاوف، ثم يكرمها الله ويبعد عنها الحزن ويعطيها قوةً من عنده ...
حكاياتٌ كثيرةٌ .. أكبر من أن تحصى .. هي جميعها دروسٌ لنا .. عظيمةٌ جداً .. لأنبياء صنعهم الله على عينه، وأرادهم قدواتٍ لنا نتعلم منهم .. دون أن نطوي صفحتهم تحت شعار "شريعة من سبق" ...
فقه الحياة أوسع من أن يحصره زمان أو مكان ..
هو مسيرةٌ طويلةٌ نأخذ منها الخبرة من كل ما ومن حولنا ونتعلم لنكون أقوى وأكثر ثقةً بالله ..
إن كل خطوةٍ في الحياة، هي خيرٌ لنا، بالتأكيد، لأن الله عز وجل لا يريد لنا إلا خيراً ... وكل محنةٍ وكل منحة .. كل ضيقٍ وكل فرج .. كل حزنٍ وكل فرح ... كل لحظةٍ تمر علينا في كل حياتنا، هي صناعةٌ لله لنا، أدركنا حكمتها أو لم ندركها الآن ولا بعد حين ..
ونسأل الله أن يحبنا ويختار لنا كل خيرٍ يرضيه ...
(وألقيت عليك محبةً مني ولتصنع على عيني) ..

Saturday, August 16, 2014

شعر | لحظة انكسار

أرنو إلى فلك السما 
وبصيص شوقٍ في المسا
فتزورني دمعاتُ عينٍ مثقلاتٌ بالأسى
أيكون دون الصدق أنياب الشرور لمن صبرْ
أيكون صبر الدهر مفتاح التعاسة والضررْ
أم أن كل العمر حلمٌ، استفقنا من حُفَرْ
أو أن أوهام الحياة تريدنا تحت البشرْ
من حولنا الأيام تكذبُ ثم لا تلقي أثر
إلا مزيداً من دموعٍ .. من كسورٍ .. من ندم
قد نعثرُ، قد نسقطُ، قد نكتوي المرَّ الكدر
لكن وجدان الضمير يعيدنا نحو العمل
هي كلمةٌ، هي نارُ حزنٍ في الصدور تستعر
مهما جهدنا عائدين إلى الصواب .. ننكسر
وفؤادنا بين الصدور أسيرُ ندمٍ .. عاجزٌ أن ينقلب
يارب قد صعب الطريق .. وضاق بالنفس الألم
لا أرتجي إلاك عفواً .. عودةً نحو الأمل
نحو الصراط المستقيم .. حيث الحقيقة لا مفر ..
نحو الحياة بمهجةٍ ترضي الإله، وذا فقط !

Friday, August 8, 2014

التعب النفسي والجسدي

لقدوتنا عليه الصلاة والسلام دروسٌ عظيمةٌ جداً، يحضرني منها قصةٌ من ذاكرتي في إحدى الغزوات، يوم احتدَّ رجلان من المهاجرين والأنصار، وتحامى كلُّ منهما بنداء الجاهلية حتى كاد الجميع يخوضون في النزاع، فلما نهرهم النبي عليه الصلاة والسلام، أمر الجميع بالمسير، وما زالوا يسيرون ويسيرون بلا توقفٍ حتى بلغ منهم التعب، وبقوا كذلك لحد الإنهاك، ولحد أن فرغ الجميع مشاعره السلبية بالعمل والمسير والتعب ...
هو درسٌ لنا منه عليه الصلاة والسلام، يعلمنا فيه كيف نتجاوز كل شعورٍ سلبي، كل غضبٍ أو حزنٍ أو حميةٍ أو اكتئاب ... بملء الوقت بأكمله، والبعد عن الفراغ، وعن نقاش التفاصيل .. بالسير والوصول إلى أقصى درجات التعب الجسدي، وتخفيف التعب النفسي لأقل مستوياته ...
هو درسٌ عظيم، سرعان ما ستجد أنه ينجح فعلاً ... وأنه كفيلٌ بإعادة الابتسامة والحياة إليك، مهما واجهت من صعوباتٍ وهمومٍ ومحن ... وأنه يلقي في قلبك اليقين الحقيقي بالله .. وبأن الحر مهما اشتد والتهب، فبرودة الفجر واليقين بالله هي الزوادة بعد كل التعب ...

Wednesday, July 30, 2014

عيد ميلاد رمضان !!

عندما تحدث الأم أطفالها أن غداً العيد، فيسألونها: عيد ميلاد مين؟ ... 
فتجيبهم: عيد ميلاد رمضان اسمو عيد الفطر ومنفطر فيه الصبح بكير ....
بالتأكيد .... هذا الوضع ليس بخير !
أن لا يعرف الأطفال معنى فرحة العيد وتغيب كل طقوسه ومظاهره .. فالوضع ليس على ما يرام ..
فرحة العيد هديةٌ من ربنا .. وواجب علينا أن نفرح فيها ونفرح أطفالنا ونغرس من خلالها القيم والمعاني الإسلامية ... 
وأن نفرح الأطفال الذين لا يعرفون معنى الفرح في العيد ...
مهما كانت الظروف .. مهما قست الأيام أو ابتعدت المسافات ... الحياة تستمر .. ولعله كان من الصعب علينا في بداية الأحداث أن نستوعب ذلك .. لكن الأيام تجعلنا نعي ذلك أكثر !
من أجل ألا نصل لمرحلةٍ يحاول الطفل أن يقرب فهم العيد إلى مخيلته، بأنه: عيد ميلاد رمضان ...

Sunday, July 27, 2014

ثلاثة نفر في الغار

يحدثنا النبي الكريم عليه الصلاة والسلام (في حديث صحيح رواه البخاري) عن ثلاث نفرٍ دخلوا إلى غارٍ فأطبق عليهم مدخله، وما عادوا يستطيعون الخروج ...
فدعا كلٌّ منهم بصالح عمله .. ففرج الله عنهم ..
--------
لكن .. ما هي أصلح الأعمال التي عملوها؟ فدعوا بها؟
الحقيقة أن أياً منهم لم يقل: صليت مئة ركعةٍ في ليلة ... أو استغفرت سبعين ألفاً ..... لا أبداً ...
لم يقل أحدهم: يارب قد ختمت القرآن كاملاً في ليلة .. ففرج عنا ببركة ذلك ..
وإنما كانت أعمالهم الصالحة أمراً مختلفاً ..
لم تكن عباداتٍ كمية ..
لم تكن عباداتٍ شخصية ..
بل كانت نفعاً عاماً .. كانت خيراً متعدياً لما حولهم ..
أحدهم .. بر والديه بإحسان ..
الثاني .. امتنع عن الحرام والفاحشة التي تدمر المجتمع ..
الثالث .. أعطى أجيره حقه بإحسان ..
عبدوا الله بذلك، خوفاً منه، ورغبةً برضاه ...
ثلاثة أعمال خير .. أضافت شيئاً للحياة .. بإيجابية ..
وكأن ذلك درسٌ لنا لنعيد ترتيب أولوياتنا ونفهم معنى العبادة الحقيقية ...
(وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)
لكن العبادة .. لا يجب أن تكون رهبانيةً فقط !
بل هي عمل خير وإعمارٌ للأرض ...
عبادة القلب، أن تعرف ربك في كل لحظةٍ من حياتك، وتنطلق للعمل بذلك ...

Wednesday, May 21, 2014

ابتسامة الأطفال

لا يوجد طفلٌ في العالم تبتسم في وجهه، إلا ويرد عليك بابتسامةٍ أو نظرة فيها من رسائل الود ما فيها ... حتى ولو لم تلتقوا في حياتكم سابقاً، واختلفت بينكم الجنسيات واللغات ...
لغة الابتسامة أقوى ويفهمها كل أطفال العالم !
ذلك أنهم لم يتلوثوا بعد بكذب الكبار وجشعهم وكيدهم ... ولم يتعرفوا ابتسامات المكر والتكبر والأمراض النفسية المجتمعية ....
ابتسامة الأطفال، أصدق رسالة في الحياة ! فعلاً ...
ومنةٌ وفضلٌ من الله عز وجل، أن تبقى محافظاً عليها في وجهك وقلبك فهذه البراءة والصدق لا تقدر بثمن ....

Monday, May 19, 2014

شعر | إشراق

لا تطرقِ الأبواب
فالحلمُ أكبرُ من صدىً يحكي لناديهِ الغياب
والجرحُ حين يسيلُ أعمقُ أن يداويَهُ عتاب
كلماتنا هي روحنا
نبني بها إنساننا
نستلهم الإشراقَ من شمسٍ تزور ديارنا
ونعيش إصرار القمر .. طول الليالي قد ظهر
يوماً ببسمته الحنون .. يوماً بوجهٍ قد بدر
لو غاب عن فلك السما .. فسوادُ عِدَّتها بشر
يغتاله دمع الفراق .. يبكيه شوقاً في السَحَر
لو أن نهر حياتنا يرويه نبع بكائنا
لو أن أذناً أنصتت ما يشتكيه فؤادنا
ما كان جوف الليل بستاناً لغرس دعائِنا !
أحزانِنا .. أسرارِنا ..
وجدانِنا المملوء بالصبر الجميل لربنا

Thursday, April 24, 2014

شعر | محبة

لي في الجوى ذكرى وقلبٌ لاهفٌ خفَّاقُ ..
يسقيه حبٌّ .. لا كقلب العاشقين متيمٌ توَّاقُ ..
بل دعوةٌ في الغيب لا يدري بها أحدٌ سوى الخلَّاقُ ..
جوف الليالي ضمَّها ..
بالخير شملٌ لمَّها ..
تحكي عيون الحب فيها قصةً، لا في الخيال مكانها ..
والعون حقٌّ من إلهِ الكون، يهديهِ لها ..

Saturday, March 29, 2014

بين المعرفة والإبداع

من يعرف كل شيءٍ عن شيء ... فهو يعرف المستحيل أيضاً ...
إن أردت أن تتطور، لا تضع الحواجز !
انسَ كل ما تعرفه .. وكل ما تعلمته ... وفكر كالطفل الصغير !
لا تطوير بلا إبداع .. وبلا مجازفات .. وبلا مغامرةٍ بسمعتك التي لا تخطئ .. وبلا أفكار من خارج صندوق العقل أو ما يسمى "الاتزان" !

Thursday, March 27, 2014

عصافير سوريا

في هاتفٍ صباحيٍ تسألني صديقتي .. هل لديك عصفورٌ في المنزل؟ ما هذا الصوت الذي حولك؟
لا لا النافذة مفتوحةٌ وهذا صوت العصافير في الخارج ...
فقالت: ياه إنها عصافير سوريا ! 
بلحظةٍ واحدةٍ تغير شعوري تجاه العالم وارتسمت ابتسامة المحبة في قلبي.. مضى وقتٌ طويل لم أسمعها أو لم أفكر أني أسمعها ...
الآيات في القرآن التي تحكي عن الخلق والكون أعظم من أن تمر هكذا تكراراً فقط .. هي حياةٌ من قلب المعاناة .. هي برعم زهرٍ يتفتح بين الغصون الجرداء ..
فلماذا ننسى أو نتناسى ذلك؟
ولماذا نعتقد أن استدعاء الحزن واجب ! بينما تنادينا الحياة وعصافيرها التي تسعى في كل صباح بتجديد الهمة والعزيمة والإيمان لنعمل أكثر ونسعى وننتج أكثر ونصنع التغيير حولنا؟

Saturday, March 8, 2014

يوم المرأة العالمي

سواءً أقاموا ‫#‏يوم_المرأة‬ أم لم يقيموه ..
فالله عز وجل قد أقام مكانتها في البشرية، لتكون مربيةً وصانعةً للأجيال، وللحياة ... استخلفها في أعظم مهمةٍ في الأرض ..
سيدة نساء العالمين ‫#‏مريم‬ عليها السلام .. كانت مثالاً لإنسانةٍ صبورةٍ عرفت الله وخافته، اعتمدت عليه وتوكلت، لكنها بقيت إنسانة كما هي كل النساء .. تضعفُ للحظة .. تحزنُ للحظة .. وتتمنى من صعوبات الحياة لو أنها تكون نسياً منسياً وتموت دون أن تواجهها ..
لكن، يأتي جواب ربها عز وجل لها، لا ليلومها على ضعفها تجاه مهمتها ويذكرها بمسؤوليتها، بل ليقول لها: ( لا تحزني ) ....
بهذا الحديث القريب من القلب الذي يرويه لنا رب العالمين، يعلِّمنا من خلاله كم هو قويٌّ دور المرأة وكم هي إنسانةٌ رقيقةٌ ضعيفة، قد تدرك بعقلها عظم مهمتها ومسؤوليتها لكنها بالتأكيد ستواجه لحظات الضعف والحزن والعجز ...
حينما تعبت واكتأبت ولجأت لجذع النخلة (تبكي ربما والله أعلم)، لم يكن حزنها وعجزها في تلك اللحظة ليجعلها دون مسؤولية الحمل الثقيل والمهمة العظيمة التي تعيش لها، ... ولكن رغماً عن حزنها وضعف أنوثتها، بل بسبب كل ذلك، كانت سيدةَ نساء العالمين .. وكانت قدوةً لنا، تعطينا دروساً في الحياة والتعامل، وتهمس في آذاننا برقةٍ كلما سيطر على أي إنسانةٍ حزنٌ لا تفسير له، بأن .... لا تحزني .. إن الله معنا ..
تحيةً لصانعات الأجيال .. ليس اليوم فقط، بل في كلِّ يوم 

Monday, March 3, 2014

شعر | ثقة

ثقتي بربِّي فوق ما أخشاهُ ..
من يستجيبُ دعاءَ قلبٍ نابضٍ .. ربَّاهُ ... 
من لا تضيعُ ودائعُهْ .. أيخيبُ من ناجاهُ .. ؟
أيضيعُ من جعلَ الحياةَ قضيةً عُليا، لأجل رضاهُ .. ؟

Tuesday, February 25, 2014

رياح الثبات


وفي مهب الرياح، لا تغترَّ بثباتك .. 
أحياناً تحتاج نسمةً صغيرةً لتسقط، أو نفخةً صغيرةً لتنطفئ !

Sunday, February 2, 2014

العطاء والزمر الدموية

بعض الناس يختار أن يكون O+ يعطي للجميع كل ما يستطيع ..
بعضهم يختار أن يكون نادرا O- يعطي الجميع لكن على حساب نفسه ..
بعضهم A وبعضهم B .. يأخذون ويعطون .. لهم ما لهم وعليهم ما عليهم ...
وبعضهم الأخير لا يريد سوى أن يكون AB+ يأخذ من الجميع كل شيء .. ولا يعطي إلا نفسه ..
وما بين حديث الزمر الدموية .. تكمن حكاية الإنسان .. بعطائه أو بخله المادي أو المعنوي .. بحرصه على نفسه أو تفانيه من أجل الآخرين smile emoticon 
-------
إحدى صديقاتي أيام المدرسة، قالت لي ونحن نتعلم عن الزمر الدموية .. ليتني أكون AB+ .. كانت حينها لا تعرف زمرتها .. لا أذكر ما كانت نتيجة تحليلها بعد ذلك، لكن المؤكد أن نفسية "الآخذ العام" فيها مترسخة تماماً، وحتى الآن، مهما احتوى دمها من الراصات !

Thursday, January 23, 2014

شعر | نهر

وعند النَّهرِ سرٌّ للفؤادِ ... ومنبعُ قوةٍ وخُطا ثباتِ
إذا ضاقت بمجراهُ الأراضي ... فمنه العزمُ يدفقُ بالحياةِ

Wednesday, January 22, 2014

شعر | هدوء

في عزلةٍ تختارها ..
تنساب من بين الصخور القاسيات مياهُها ..
تحكي لعالمها الحياة ببسمةٍ بيضاءَ كالقلب الحنون صفاؤُها ...
تدري بأن حلاوة الإيمان حبٌّ مخلصٌ لله في خفقاتِها ..
لولا مغيب الشمس ما كانت خيوط النور تنسج قصةً لحياتها ..

Sunday, January 12, 2014

شعر | نحتاج خالقنا

كالغيث من بعد الجفاف ... كالماء يهطل بالنعم 
كالغصن يورق فرعه ... كالطير يرقص في نغم 
كالود يحتضن اليتيم ... كالخير يعلو للقمم
كالحب يبني عشه ..
كالخيط ينسج دفأه ..
كالحرف يكتب شعره ...
نحتاج خالقنا ...
تحتاجه أعماقنا ..
تشتاقه .. تبكي له ..
من أجل أن يبقى هنا ..
بجوارنا .. بحياتنا ..
بدعائنا في دمعنا ... آمالنا وسط الألم
نحتاج نوراً نهتدي ... بهداه في قاع الظلم
نحتاج حضناً يحتوي ... أحلامنا
نحتاج خالقنا ثباتاً ... قوةً ..
نحتاجه حباً يقيناً ... جذوةً تطوي العتم
رباه نادى خفيةً ... قلبٌ يريدك قربه ..
لتشدَّه وتضمَّه وتثبِّته ...

Friday, January 10, 2014

شعر | سحر البيان

وهل في الشعر إلا صفحةٌ تروي .. وروداً من مشاعرنا
وهل كان الكلام بها ... سوى ذكرى تطوفُ بنا فتُحيِينا
خيوطُ الحبِّ ننسجُها قصيداً .. سنكبَرُهُ ويكبَرُنا
وهل سحرُ البيانِ سوى .. عطاءِ الله .. ينبضُ في قوافينا

Tuesday, January 7, 2014

إخفاء الصدقة

( ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ) ....
إخفاء الصدقة عن الناس هو أعون غالبا على صفاء النية، لكن وراء ذلك أسراراً أخرى لا تقل أهميةً عن ذلك ...
أحياناً يكون إخفاؤها خصِّيصاً من أجل أولئك الذين ((يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف)) ... فتجد أنك من أجلهم عليك أن تخفيها حتى عن نفسك .. عن شمالك التي تريد أن تكسب من الصدقة شعور التكبر والعجب والمنة على الآخرين ...... وكما تريد أن تخفيها أيضاً حتى عن أنفسهم التي طالما سكتت عن الجوع من أجل أن لا تتجرع مرارة السؤال وذل الحاجة إليك ...
ليست العبرة في أن يراك البشر أو لا يروك، إلا أن العبرة فيما يراه منك رب البشر جل جلاله الأعلم بك وبخواطرك ...
سواء كانت صدقة، أو عطاء أو أي عون كان، مادياً أو معنوياً، صغيراً أو كبيراً .. احرص بالدرجة الأولى على نيتك، وعلى كرامة طالب الحاجة .... وتذكر أنك وهو، وأننا جميعا فقراء إلى الله، واستخلافه لنا امتحان، يستحق منا أن نخوضه بصدق، لنفوز بظل العرش عند رب العالمين ...
وقبل أن تدير وجهك، توقف قليلا، واسأل الله الثبات، فالأيام قد تدور عليك، فلا تحب لأخيك إلا ما تحبه لفسك !

Thursday, January 2, 2014

التشنج والألم

أيهما يأتي أولاً؟ التشنج؟ أم الألم؟
عندما تتشنج عضلاتك ستشعر بالألم ... وبالوقت نفسه، عندما تشعر بالألم فإن عضلاتك ستتشنج ... ما يضعك أمام حلقة مستمرة .. التشنج يسبب الألم، والألم يسبب مزيداً من التشنج، ثم مزيداً من الألم .... ومع الوقت تزداد حساسية عضلاتك لأي حركة، مهما كانت بسيطة، فيزيد ذلك من ألمها، ومن توترك تجاه هذا الألم، وتجاه عدم قدرتك على الحركة ...
في مثل هذه الحالات، ستستمر هذه الحلقة المغلقة بالتضاعف أكثر وأكثر، مالم تكسرها وتفرغ الآلام التي فيها، وتسترخي ... 
تناول مرخياً عضلياً ومسكناً للألم لمدة يومين أو ثلاثة، واخرج من جو التوتر وخفف من أعبائك، استرخِ وحافظ على هدوئك وابتسامتك، وادع الله أن يخفف عنك، من أجل أن تشفى ..
الأمر ينطبق على التشنجات العضلية التي تصيبك، بما فيها أهم عضلة في جسمك .. قلبك ..

Wednesday, January 1, 2014

شعر | بداية 2014

خُذي مِنّا مآسِينا ..
خُذيها وارحلِي عنّا ...
فبينَ يديكِ ماضٍ ليس ينسَانا ..
بآلامٍ وآمالِ ..
بصعبٍ قد تخطَّيناهْ ..
بصبرٍ قد تعلَّمناهْ ..
بإصرارٍ يهُزُّ الأرضِ يُحيينا ...
بإيمانٍ بربِّ العرشِ يُعلينا ...
بحبٍّ قد تجذَّر في مَآقينا ...
بخيرٍ سوف ينبُت بين أيدِينا ...
خذي منَّا الدموعْ ...
دعي العامَ الجديدْ .. ليبسُمَ في محيَّاهُ ..
دعيهِ ليحملَ الزهرَ ...
دعيهِ ليرسلَ العطرَ ...
دعي الأملَ الكبيرْ .. بربِّ الكونِ يُحيينا ..